موشح ابن زهر الأندلسي

أيـّها الساقي إليك المُشتكى
قد دعوناك وإن لم تسـْمعِ

ونديم ٍ همتُ في غُـرَّتـهِ
وشربتُ الرّاح من راحتهِ
كلـّما استيقظ َ من غَفـْوتـهِ
جذبَ الزّق إليه واتـّـكا
وسقاني أربعا ً في أربع ِ

غُصْن بان ٍ مال من حيثُ استوى
بات من يهواه من فـَرْط الجوى
خافقَ الأحشاءٍ موهونَ القوى
كلـّما فكـّر في البـَيـْن ِ بكى
ويحَه يبكي لـِمَا لم يـَقـَعِ

ما لعيني عَشِـيَتْ بالنـّظرِ
أنـْكرَتْ بعدَك ضَوْءَ القمرِ
وإذا ما شِئـْتَ فاسمَعْ خَبـَري
عشيـَتْ عيناي من طول ِ البـُكاء
وبكى بعضي على بعضي معي

ليسَ لي صبْرٌ ولا لي جَلـَدُ
يا لـَقومي عَذَلوا واجتهدوا
أنكروا شكوايَ ممّا أجدُ
مثلُ حالي حقـُّه أن يـُشْـتـَكـَي
كـَمَدَ اليأس ِ وذُلَّ الطمع ِ

كبـِدي حرّى ودمعي يكـِفُ
يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ
أيـّها المعرضُ عمَّا أصفُ
قد نما حبـُّـك عندي وزكا
لا تـَقـُلْ في الحبِّ إنـّي مدَّعي

Comments are closed.