ما كُتب على القبور

ما كُتب على القبور

سـلام على أهل القبور الدوارسِ كأنهم لم يجلسوا في المجالــسِ

ولم يشربوا من بارد الماءِ شربة ولم يأكلوا ما بين رطبٍ ويابسِ

فقد جاءني الموت المهول بسكرةٍ فلم تُنجني منه ألوف الفوارسِ

فيا زائر القبر اتعـظ واعتبر بنــا ولا تك في الدنيــا هُديت بآنِــسِ

إن الحــبيب مـن الأحباب مُخــتلَس لا يمنــع المــوتَ بوابٌ ولا حـرسُ

فــكيف تفـرح بالــدنيـــا ولـذتهـــا يـا من يُعَــدُّ عليـه اللفـــظُ والنفــسُ

لا يرحم المـوت ذا جاهٍ لعـــزتـه ولا الـــذي كــان منــه العلـم يقتـبــسُ

قـد كان قصـرك معمـورا لـه شـرف فقبرك اليوم في الأجداث منـدرسُ

يــا واقفيــن ألم تكونــوا تعلمــوا أنّ الحمــام بكم علينا قــادمُ

لــو تنزلــون بشعبنا لــعرفتم أنّ المــفرّط فــي التّـزوّد نــادمُ

لا تسـتعزّوا بالحــياة فإنّــكم تبنــون والمــوت المفرّق هـادمُ

ساوى الرّدى ما بيننا في حفرةٍ حيث المخدّم واحد والخـادمُ

صبح القبـــر مضجعـي ومحلــي وموضــعي
صرعتني الحتوف في الترب يا ذل مصرعي
أيــن إخــواني الذيــــن إليهـــــم تطلــــــــعي
مـــت وحــدي فلــم يمــت واحــد منهم مـعي

Comments are closed.