كل القصور خانات

كل القصور خانات

كان إبراهيم بن أدهم ملكاً، وكان ذات يوم جالساً مع وزرائه في قصره. فسمع ضوضاء على باب القصر، وراى فقير يريد الدخول و الحرس يمنعونه، والفقير يقول لهم:

أليس هذا خاناً؟!

فلما سمع الملك كلامه اهتاج غضباً، لتطاول الفقير عليه وعلى قصره. فامر بإحضاره.

ولما حضر بين يديه، قال:

لماذا كنت تريد دخول القصر؟

قال: حتى أستريح فيه ساعة.

فقال: ولماذا سميت القصر خاناً؟

فقال: أيها الملك، هل أنت حصلت على هذا القصر بنفسك، أم كان قبلك لغيرك؟

قال: بل كان لجدي، ثم لأبي، ثم لي.

قال الفقير: وبعدك لمن يكون؟

قال: لولدي.

قال الفقير: وهل الخان غيرُ هذا!؟ أليس هو البيت الذي ينزل فيه إنسان ثم يرحل، ثم ينزل فيه آخر ويرحل؟

نزلنا ههنا ثم ارتحلنا كذا الدنيا نزول وارتحالُ

فتنبه إبراهيم، وعزم على ترك المُلك وصار من الزهاد المعروفين.

 

Comments are closed.