قصة الخليفة جعفر المتوكل بن المعتصم وقبيحة

قصة الخليفة جعفر المتوكل بن المعتصم وقبيحة

قبيحة هي زوجة المتوكل الرسمية الوحيدة بعد أن كانت مجرد جارية والتي أختفي أسمها الحقيقي ليكون اسمها (قبيحة) لشدة حسنها. دخلت على الخليفة وكتبت على خدها الأسيل “جعفر” أما الحبر فقد كان من مسك مداف بزعفران.

لم تكتف بهذا بل أمرت إحدى جواريها المغنيات وأسمها محبوبه أن تقف خلف الستائر الحريرية وتشدو بصوت عذب.

وكـاتبة بالمسك في الخــدّ جعفــرا بنفسي خـط المسك من حيث أثـرا

لئن أودعت سطراً من المسك خدها لقد أودعت قلبي من الحبّ أسطر

قال الخليفة: آه أيتها الفاتنة اللعوب.. ما أجملك!! أنني أهيم بك.. أعبدك.. وأخذ بيدها وغابا خلف الستائر المخملية في جناح الحريم.

وفي رواية آخري يقال ان محبوبة هي قبيحة.

لما افضت الخلافة إلى المتوكل أهدى إليه طاهر من خرسان جواري، وكانت فيهن جارية يقال لها محبوبة، غضب المتوكل عليها بسبب الغيرة الشديدة، ومنع الجواري القصر من كلامها فكانت في حجرتها وحيدة.

يقول على بن جهم كنت عند المتوكل إذ جاءت وصيفة لأمير المؤمنين، فقالت سيدي، سمعت صوت عود من حجرة محبوبة. فقال الخليفة قم بنا يا علي ننظر ما هذا الامر، فإذا هي تضرب بالعود، وكانت قد رأت المتوكل في المنام وقد صالحها فقالت:

أَدُورُ فِي الْقَصـــْرِ لا أَرَى أَحَدًا أَشْـكُو إِلَيْهِ وَلا يُكَلِّمُنِي

حَتَّى كَــــأَنِّي أَتَيْتُ مَعْصِيَةً لَيْسَتْ لَـــهَا تَوْبَةٌ تُخَلِّصُنِي

فَهَلْ شَفِيعٌ لَنَا إِلَى مَلِكٍ قَدْ زَارَنِي فِي الْكَرَى فَصَالَحَنِي

حَتَّى إِذَا مَا الصَّبَاحُ لاحَ لَنَا عَادَ إِلَى هَجْرِهِ فَصَارَمَنِي

بعد هذه الحادثة ردها الخليفة إلى مرتبتها كأحسن ما كانت.

وبعد موت المتوكل تفرقن الجواري إلى العواد، فصارت محبوبة إلى وصيف الكبير، فأمرها بالغناء وجيء بالعود فوضع في حجرها، فأنشأت تقول:

أَيُّ عَيْشٍ يَطِيبُ لِي لا أَرَى فِيهِ جَعْفَرَا

مَلِكٌ قَدْ رَأَتْهُ عَيْنِي جَرِيحًا مُعَفَّرَا

كُلُّ مَنْ كَانَ ذَا هُيَامٍ وَسَقَمٍ فَقَدْ بَرَا

غَيْرَ مَحْبُوبَةَ الَّتِي لَوْ تَرَى الْمَوْتَ يُشْتَرَى

لاشْتَرَتْهُ بِمَا حَوَتْهُ جَمِيعًا لِتُقْبَرَا

فأشتد ذلك على وصيف، فأمر بإخراجها، فصارت إلى حالة قبيحة، ولبست الصوف، وأخذت ترثيه وتبكيه حتى ماتت.

Comments are closed.