ديك الجن والجارية النصرانية
ديك الجن كان يحب جارية نصرانية تدعى (ورداً) من أهل حمص، هوها وتمادى به الأمر حتى غلبت عليه وذهبت به، فلما اشتهر بها دعاها إلى الإسلام ليتزوج بها، فأجابته لعلمها برغبته فيها، فأسلمت على يده فتزوجها فيها يقول:
اُنْظُرْ إلى شَمْسِ القُصُورِ وبَدْرِها وإلى خُزَاماها وبَهْجَةِ زَهْرِهَا
لَمْ تَبْلُ عينُكَ أَبْيَضاً في أَسْودٍ جَمَعَ الجمَـالَ كوَجْهِهَا في شَعْرِهَا
وَرْدِيّةُ الوَجَناتِ يَختَبِرُ اسْمَـهَا مِنْ رِيقِهـا مَن لا يُحيطُ بِخُبْرِهَـا
وتَمـايَلَتْ فضحكتُ مِنْ أَرْدافِهـا عَجَباً ولكنِّي بكيتُ لِخَصْــرِهَا
تَسْقِيكَ كَــأْسَ مُدامَــةٍ مِنْ كَفِّــها وَرْدِيّــةٍ ومُــدامةً مِنْ ثَغْــرِهَا
ثم دس حسادها عليه إنها كانت تخونه وهو غائب، فقتلها، ثم علم الحقيقة فندم ومكث شهراً لا يستفيق من البكاء ولا يطعم من الطعام إلا ما يقيم رمقه، وقال في ندمه على قتلها:
يـا طَلْعَة ً طَلَعَ الحِمــامُ عليها وجنى لــها ثَمَــرَ الــرَّدى بيدَيــها
رويُت من دمِها الثَّرى ولطالماُ رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْــها
قد باتَ سيفي في مجـالِ وشاحِهاُ ومدامعي تَجْري على خَدَّيْـها
فوحــقِّ نعليها وما وطيء الحصى شيءٌ أعزُّ عليَّ من نعليـها
مــاكــانَ قتليها لأنّي لــم أكــنْ أَبْــكِي إذا سَــقَطَ الغُبارُ عليــها
لكن ضَنَنْتُ على العُيُونِ بِحُسْنها وأَنِفْتُ من نَظَرِ الحَسودِ إلَيها