أَضاعَ الخِلافَةَ غِشُّ الوَزير

أَضاعَ الخِلافَةَ غِشُّ الوَزير *** وَفِسقُ الإِمامِ وَجَهلُ المُشير

فَفَضلٌ وَزيرٌ وَبَكرٌ مُشيرٌ *** يُريدانِ ما فيهِ حَتفُ الأَمير

وَما ذاكَ إِلّا طَريقُ غَرورٍ *** وَشَرُّ المَسالِكِ طُرقُ الغَرور

لِواطُ الخَليفَةِ أَعجوبَةٌ *** وَأَعجَبُ مِنهُ فِعالُ الوَزير

فَهَذا يَدوسُ وَهَذا يُداس *** كَذاكَ لِعَمري اِختِلافُ الأُمور

فَلَو يَستَعينانِ هَذا بِذاكَ *** لَكانا بِعُرضَةِ أَمرٍ سَتير

وَلَكِنَّ ذا لَجَّ في كَوثَرٍ *** وَلَم يَشفِ هَذا دُعاسُ الحَمير

فَشُنَّعَ فَعلاهُما مِنهُما *** وَصارَ خِلافاً كَبَولِ البَعير

وَأَعجَبُ مِن ذا وَذا أَنَّنا *** نُبايِعُ للِطِفلِ فينا الصَغير

وَمَن لَيسَ يُحسِنُ غَسلَ اِستِهِ *** وَلَم يَخلُ مِن بَولِهِ حِجرُ ظير

وَما ذاكَ إِلّا بِفَضلٍ وَبَكرٍ *** يُريدانِ نَقضَ الكِتابِ المُنير

وَهَذانِ لَولا اِنقِلابُ الزَمانِ *** أَفي العيرِ هَذانِ أَم في النَفير

وَلَكِنَّها فِتَنٌ كَالجِبالِ *** تَرَفَّعَ فيها الوَضيعُ الحَقير

فَصَبراً فَفي الصَبرِ خَيرٌ كَثيرٌ *** وَإِن كانَ قَد ضاقَ صَدرُ الصَبور

فَيا رَبِّ فَاِقبِضهُما عاجِلاً *** إِلَيكَ وَأَورِد عَذابَ السَعير

وَنَكِّل بِفَضلٍ وَأَشياعِهِ *** وَصَلِّبهُمُ حَولَ هَذيِ الجُسور

علي بن أبي طالب الأعمى
شاعر عباسي، من شعراء أواخر القرن الثاني

Comments are closed.