منازل الأحبة الخالية تثير الشّوق

روى إبراهيم بن حسن بن يزيد، عن شيخٍ من ساكني العقيق قال: إني لواقف بالعقيق، وقد جاء الحاج، إذ طلعت امرأة على راحلة وحولها نسوة، فنظرنا إليها، فأعجبتنا حالها.

فلما كانت حذاء قصر سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، عدلت إلينا، ونحن ننظر. فنزلت قصراً من تلك القصور فأقامت فيه ساعةً ثمّ خرجت، فركبت ومضت، وإنّ عينيها لتنقطان دموعاً. فقلت:

لأنظر ما صنعت هذه المرأة؟

فدخلت القصر، فإذا كتاب يواجهني في الجّدار، فقرأته فإذا هو:

أليس كفى حزناً لذي الشوق أن يرى، منازل من يهوى معطلةً قفرا؟

بلى، إنّ ذا الشوق الموكّل بالهوى، يزيد اشتياقاً كلّما حاول الصبرا

وتحته مكتوب:

وكتبته آمنة بنت عمر بن عبد العزيز. وكان سفيان بن عاصم زوجها فتوفّي عنها.

Comments are closed.