ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب والناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا وقلوبهم محشوة بعقارب
فلو كانت الدنيا تنال بفطنة وفضل وعقل نلت أعلى المراتبِ
ولكنما الارزاق حظُّ وقسمة بفضل مليكٍ لا بحيلةِ طالبِ
وذي سفهٍ يواجهني بجهلٍ وأكره أَن أَكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً كعُودٍ زاد بالإِحراق طيبا
لعُمركَ ما الإِنسانُ إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالاً على النسبْ
فقد رَفَع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد وضع الشركُ الشريفَ أَبا لهبْ
ذهبَ الذين عليهمُ وجْدي وبقيتُ بعدَ فراقِهم وحدي
من كانَ بينكَ في الترابِ وبينَهُ شِبران فهْوَ بغاية البُعْدِ
لو كُشفتْ للمرءِ أَطباقُ الثرى لم يُعْرَفِ المولى من العبْدِ
من كان لا يطَأُ الترابَ برجْلِه يَطَأ الترابَ بناعم الخَدِّ
لئن ساءني دهرٌ لقد سرَّني دهرُ وإِن مسَّني عُسْرٌ فقد مسَّني يُسْرُ
لكل من الأيام عندي عادةٌ فان ساءني صَبْرٌ وإن سَرَّنِي شكْرُ
ولقمة بجريش الملح آكلها أحب من لقمة تحشى بزنبور
كم لقمة جلبت حتفاً لصحابها كحبة القمح دقت عنق عصفور
الزنبور التين الحلواني
الشيب عنوان المنية وهو تاريخ الكبرْ
وبياض شعرك موتُ شعرِك ثم أَنتَ على الأَثرْ
فاذا رأَيت الشيبَ عمَّ الرأسَ فالحذَرَ الحذرْ
إذا أذن اللّه في حاجة أتاك النجاح بها ويركض
وإذا أذن الله في غيرها أتى دونها عارض يعرض
رايتك تبنى مسجدا من خيانة وأنت بحمد لله غير موفق
كمطعمة الايتام من كد فرجها لك الويل لا تزنى ولا تتصدقي