مثلث قطرب قصيدة جميلة شهيرة لمحمد بن مستنير، وهو نحوي لغوي بصري، عرف بقطرب، أخذ الأدب عن سيبويه (148-180 هجري) وعن جماعة من العلماء البصريين، وكان قطرب حريصاً على طلب العلم، فكان يبكر إلى سِيبويه قبل حضور رفاقه من التلاميذ، فقال له إمام النُحاة: ما أنت إلا قطرب ليل ، والقطرب دويبة لا تزال، تَدِبّ ولا تفتر، وقد غلب هذا الاسم عليه واشتهر به، وكان من كبار أئمة اللغة في عصره.
كان قطرب أول من وضع المثلث في اللغة العربية، وتبعه غيره كالبطليوسي والخطيب والبلنسي.
قصيدة قطرب تحتوي على ثلاث كلمات في كل بيت تكتب متشابهة وتقرأ بالفتح أو بالكسر أو بالضم. وفيديو القصيدة موجود بالأسفل بصوت الشيخ عبدالرحمن الحمين ممزوجة بقصيدة ابن زريق التي تشرح معاني الكلمات.
قصيدة قطرب:
يا مولعا بالغضبِ والهجر والتجنبِ هجرك قد برح بي في جده واللعبِ
إن دموعي غَمر وليس عندي غِمر فقلت يا ذا الغُمر أقصر عن التعتبِ
بدا فحيا بالسَّلام رمى عذولي بالسِّلام أشار نحوي بالسُّلام بكفه المخضبِ
تيم قلبي بالكَلام وفي الحشا منه كِلام فصرت في أرض كُلام لكي أنال مطلبي
ثبت بأرض حَرَّة معروفة بالحِرة فقلت يا ابن الحُرة إرث لما قد حل بي
جد فالأديم حَلْم وما بقي لي حِلْم وما هما لي حُلم مذ غبت يا معذبي
حملت يوم السَّبت إذ جاء محذي السِّبت على نبات السُّبت في المَهْمَهِ المستصعب
خدد في يوم سَهام قلبي بأمثال السِهام كالشمس ترمي بالسُهام بضوءها واللهب
دعوت ربي دَعْوة لما أتى بالدِعوة فقلت عندي دُعوة إن زرتني في رجب
كأن ما بي لَمَّة مذ شاب شعر اللِمة وما بقي لي لُمة ولا نقي من نصب
لما أصاب مَسكي فاح عبير المِسك فكان منه مُسكي وراحتي من تعب
مَلَت دموعي حَجْري وقل فيه حِجري لو كنت كابن حُجر لضاق فيه أدبي
ناول برد السَّقْط من فيه عين السِّقط فلاح رمل السُّقط وميضه كالشهب
وجدته كالقَمَّة في جبل ذي قِمة مطرح كالقُمة فقلت هذا مطلبي
هذي علامات الرَّقَاق فانظر إلى أهل الرِّقاق هل ينطقوا قبل الرُّقاق بالصدق أم بالكذب
لا تركنن للصَّل ولا تثق بالصِّل واحذر طعام الصُّل وانهض نهوض المجدب
يسفر عن عين الطَّلا وجنة تحكي الطِّلا وجيده من الطُّلا غيدا ولم تحتجب
أتيته وهو لَقا فبش بي عند اللِقا وقال أطعمني لُقا فذاك أقصى إربي
دياره قد عمرت ونفسه قد عمرت ورأسه قد عمرت من بعد رسم خرب
صاحبني وهو رَشا كصحبة الدلو الرِّشا حاشاه من أخذ الرُّشا في الحكم أو للريب
الريق منه كالزَّجاج ولحظه يحكي الزِّجاج والقلب مني كالزُّجاج واد سريع العطب
ذلفت نحو الشَّرْبِ فلم أدر عن شِربي فانقلبوا بالشُّرب ولم يخافو غضبي
رام سلوك الخَرْقِ مع الطريق الخِرق إن بيان الخُرق عند ركوب السبب
زاد كثيرا في اللَّحَى من بعد تقصير اللِحى لما رأى شيب اللُحى صرم حبل النسب
سار مجدا في الملا وأبحر الشوق ملا ولبسه من الملا فقلت يا للعجب
شاكلني بالشكل تيمني بالشكل وغلني بالشكل في حبه والحزب
صاحبني في صرتي في ليلة ذي صرة وما بقي في صرتي خردلة من ذهب
ضمنته نبت الكلا بالحفظ مني والكلا فسد قلبي والكلا عمدا ولم يراقب
صارحني بالقسط ولم يزن بالقسط في فيه عرق القسط وعنبر المطيب
ظبي ذكي العرف وآخذ بالعرف وآمر بالعرف سام رفيع الركب
عال رفيع الجد أفعاله بالجد لقيته بالجد كالمعطل المخرب
غنى وغنته الجوار بالقرب مني والجوار فاستمعوا صوت الجوار ثم انثنوا بالطرب
فأم قلبي أمة عند زوال الإمة فاستامعوا يا أمة بحقكم ما حل بي
قولوا لأطيار الحمام يبكينني حتى الحمام أما ترى يا ابن الحمام ما بالهوى من طرب
ورث ضعفا بالقرى منها معان بالقرى وذاك في غير القرى فكيف عند العرب
من لي بأصل الظلم أو اصطياد الظلم ما عنده من ظلم ولا مقال الكذب
كالقطر جود كفه والقطر سيل حتفه والقطر ماء أنفه وخده للذهب