ما بين شوقين

ما بين شوقين قلبي فيك يرتحل يا قاب قوسين ما للشوق لا يصلُ
أيوب صبري والأوجاع تقتله يأسى على جرحه لو قيل يندملُ
برئي من الشوق أن أشتاق ملء دمي طهري من الوجد أن الوجد يشتعلُ
وأن أبعثر في إيقاع خطوتها نبضا تخاصم فيه اليأس والأملُ

يبني بي الظن آمالا ويهدمها ويستبد بروحي الوحي والجدلُ
أنا المسجى على متن السطور رؤى مخضرة البوح باﻷسرار تتصلُ
كتمت لذة إيماني بمشهدها فكنت بالنار بعد النار أغتسلُ
مسجونة في اللمى أوجاع قبلتها مجنونة في فمي من وجدها القبلُ

أذوب الليل موالا وأشربه فالليل بي آهة نواحها زجلُ
سكرى حروفي تبيت الليل راقصة على الجراح وليلي بالجوى ثملُ
غنيت آهة موالي فقطعني إن قلت يا عين من عينيك ما يصلُ
وقلت “يا ليل” فانداحت تجاوبني نايات عشق بحلق الريح تبتهلُ

يا ليل يا عين يا أوجاع راحلتي هل ظل للبحر في الأصقاع مرتحلُ
شوقي إلى الغيب عمر يا مفرقتي على قوافيك كم ظلت به السبلُ
أرسلت بحري أمواجا لتبلغها فلم يعد لي وخانت قلبي الرسلُ
أنا المذبح في عينيك خلوته لما رأيت لذبح الحرف ما يهلُ

يا ومض ما تومض الأشعار من ألق قلبي ورؤياك هل تجديني الحيلُ
وقفت وحدي والطوفان يدهمني أقول يا جبل اعصمني ولا جبلُ
لا عاصم اليوم من عينيك يعصمني أنا ابن نوحي غريبي فيكل لا يئلُ
كم بات رمشك يأتي بي ويذهب بي وهل لقلب برمش هكذا قبلُ

ألقى عصاه على قلبي فخدره سحرا لتعبث في أعصابي المقلُ
مليون هيت على الهداب ناطقة والقلب يخفق والأبواب تنسدلُ
الله يا كحلها حرقتني شغفا الله يا حسنها ما عدت أحتملُ
الشاعر: علاء جانب

Comments are closed.