لا يجوز السؤال من غير حاجة

ينبغي للمؤمن ألا يسأل الناس من غير حاجة اضطر إليها، بل يستعف عن السؤال ما استطاع لأنه فقر معجل، وحساب طويل يوم القيامة و الأصل فيه التحريم لتضمنه الشكوى من اللّه، و إذلال السائل نفسه عند غير اللّه، و إيذاء المسئول غالبا، إذ ربما لم تسمح نفسه بالبذل عن طيب القلب، و بعد السؤال ألجأه الحياء أو الرياء إليه، و معلوم أن الإعطاء استحياء أو رياء لئلا ينقص جاهه عند الناس بنسبتهم إياه إلى البخل لا يكون له حلية شرعا.

ولتضمنه هذه المفاسد ورد في الشريعة المنع منه، قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله): «مسألة الناس من الفواحش».

وقال (صلى اللّه عليه وآله): من سأل عن ظهر غنى فإنما يستكثر من جمر جهنم، ومن سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ووجهه عظم يتقعقع ليس عليه لحم.

وقال (صلى اللّه عليه وآله): من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة أيام لقي اللّه يوم يلقاه وليس على وجهه لحم.

وقال (صلى اللّه عليه وآله): ما من عبد فتح على نفسه بابا من المسألة إلا فتح اللّه عليه سبعين بابا من الفقر.

وقال: إن المسألة لا تحل إلا لفقر مدقع أو غرم مفظع.

وقال: السؤال عن ظهر غنى صداع في الرأس، وداء في البطن.

وقال: من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما هي جمرة فليستقل منه أو ليستكثر.

وروى: أنه جاءت فخذ من الأنصار إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) فسلموا عليه فرد عليهم السلام، فقالوا يا رسول اللّه إن لنا إليك حاجة فقال: (هاتوا حاجتكم) فقالوا إنها حاجة عظيمة.

فقال: (هاتوها ما هي) قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة، فنكس رأسه، ثم نكت‏ في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: (أفعل ذلك بكم على ألا تسألوا أحدا شيئا) ، فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه ، فيكره أن يقول لإنسان ناولنيه فرارا من المسألة و ينزل فيأخذه  ويكون على المائدة و يكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلا يقول ناولني حتى يقوم فيشرب.

من كتاب جامع السعادات – المولى النراقي

Comments are closed.