يحكى أن منجما جاء إلى (هارون العباسي) وقال له: إني رأيت في المنام أنك في هذه السنة تموت. فاغتم هارون غما كبيرا.
وكان (جعفر البرمكي) حاضرا، فسأله (هارون) عن علاج الأمر؟
فقال جعفر: إن العلاج سهل وهو أن تسأل من هذا المنجم أنه في أي وقت يموت هو؟ فكذبه في دعواه بقتله، حتى يظهر انه يكذب أيضا بالنسبة إلى تحديد حياتك.
فسأل هارون المنجم: عن مدة عمره هو؟
فقال المنجم: عشر سنوات ويموت بعده، فأمر جعفر (هارون) أن يقتله الآن حتى يظهر كذبه في عمره ما يلزم أن يظهر كذبه في عمر هارون أيضا. عندها أمر (هارون) الجلاد ان يقطع رأسه فضرب عنق المنجم في نفس المجلس.
ثم قال هارون: لجعفر، قد فرجت عني بهذا التقدير.
وهذا ما قاله الشاعر أبو تمام بعد فتح عمورية بقيادة الخليفة المعتصم (أبن هارون الرشيد) الذي رفض قبول توقيت المنجمين الذين تنبأوا بفشل الحملة.
السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعبِ
بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريبِ
والعلم في شهب الأرماح لامعةً بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ
أين الرواية بل أين النجوم وما صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذبِ
تخرصاً وأكاذيباً ملفقة ليست بنبعٍ إذا عدت ولا غربِ
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ