جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جائه جبريل عليه السلام وهو في غار حراء، رجع إلى السيدة خديجة – رضي الله عنها – يرجف فؤاده، فقال: زملوني، زملوني لقد خشيت على نفسي وأخبر بما جرى له عليه الصلاة والسلام، فتلفف في ثيابه واضطجع في زاوية بيته كَمَنْ يريد الراحة والسكون، فنزلت عليه الآيات الكريمة بالنداء اللطيف والأوامر الإلهية.
قال الله تعالى:
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَهدًا عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْتَهُ أَخَذَا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمَا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبا(17)السَّمَاءُ مُنفَطِرُ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ، تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)
المعنى الإجمالي للآيات الكريمة:
بعثنا لكم يا أهل مكة محمداً شاهدا على أعمالكم يشهد عليكم بما صدر منكم من الكفر والعصيان. كما بعثنا إلى ذلك الطاغية فرعون الجبار، رسولاً من أولئك الرسل العظام، أولي العزم، وهو موسى بن عمران عليه السلام الذي أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه. و كذب فرعون موسى عليه السلام ولم يؤمن به وعصى أمره كما عصيتم يا معشر قريش محمد صلى الله عليه وسلم و كذبتم ،رسالته، فكان العذاب والهلاك
الشديد لفرعون. ثم وَبَّخَ الله تعالى الكفار لبقائهم على الكفر بأنهم لن يستطيعوا أن يحموا أنفسهم من أهوال يوم القيامة، وذلك اليوم الذي يشتد فيه الكرب وتشيب فيه نواصي الأطفال و تتصدع وتتشقق من شدته السماء. ثم زاد الله تعالى في وصفه وهوله و أن السماء تنفطر وتتصدع في ذلك اليوم الرهيب العصيب.
إن هذه الآيات المشتملة على ذكر القيامة وأهوالها تذكرة وعظة وعبرة لمن أراد أن يتخذها طريقاً إلى الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح ويبتعد عن الشرك والمعاصي، لينجو من عذاب الله تعالى.
ما ترشد إليه الآيات الكريمة:
۱ – الله سبحانه وتعالى ناصر رسله على الكفار المكذبين.
٢ – يوم القيامة شديد الهول على الكافرين.
3 – أهلك الله سبحانه وتعالى الأمم التي عصت وكفرت بربها.