ما العمل لو استغلت الفئة الباطلة الاسلام ؟
ما العمل لو انحرف الحكام والملوك عن الحق ؟
ما العمل لو استغل جهاز الحكم قدسية العلماء والمثقفين من أجل التضليل ؟
ماذا لو بدل الحكم قيم الناس وأخلاقهم ؟
ما العمل لو فرضت السلطات باطلها على الناس بالقوة ؟
لكي تعرف الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يتخذه كل مسلم فاستمع إلى رسالة أبي ذر التي وجهها إلى حذيفة ابن اليمان.
أما بعد يا أخي فخف الله مخافة يكثر منها بكاء عينيك وحرر قلبك . وسهر ليلك . وانصب بدنك في طاعة ربك ، فحق لمن علم أن النار مثوى من سخط الله عليه أن يطول بكائه . و نصبه ، وسهر ليله . حتى يعلم أنه قد رضي الله عنه . وحق لمن علم أن الجنة مثوى من رضي الله عنه.
أن يستقبل الحق کي يفوز بها . ويستصغر في ذات الله الخروج من أهله و ماله ، وقيام ليله وصيام نهاره. وجهاد الظالمين الملحدين بيده ولسانه . حتى يعلم أن الله أوجبها له . وليس بعالم ذلك دون لقاء ربه . وكذلك ينبغي لكل من رغب في جوار الله ، ومرافقة أنبيائه أن يكون.
يا أخي : أنت ممن أستريح إلى الضريح إليه بيني وحزني . و أشكو إليه تظاهر الظالمين علي ، اني رأيت الجور يعمل به بعيني . وسمعته يقال فرددته فحرمت العطاء ، وسیرت إلى البلاد ، وغربت عن العشيرة والاخوان وحرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأعوذ بربي العظيم أن يكون هذا مني له شكوى . أن ركب مني ما ركب ، بل انبئتك اني قد رضيت ما أحب لي ربي . وقضاه علي . وأفضيت ذلك إليك ، لتدعو الله لي ولعامة المسلمين بالروح والفرج ، وبها هو أعم نفعا . وخير مغبة و عقبي والسلام.
درُوس من مواقف أبي ذر
السيد محمد باقر
دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع
بيروت لبنان