الموسيقى غذاء الروح
للخروج من عالم الكآبة إلى عالم الفرح أستمع للموسيقى.
الموسيقى هي لون من ألوان التعبير الإنساني، فقد يتم التعبير فيها وبها عن خلجات القلب المتألم الحزين، وكذلك عن النفس المرحة المرتاحة.
وفي الموسيقى قد يأتي المرء بشحنة من الانفعالات التي فيها ما فيها من الرموز التعبيرية المتناسقة.
في مقاطع معزوفة يحس بها مرهف الحس أو من كان ذوّاقة ينفعل ويتفاعل سماعياً وجدانياً وفكرياً، يحس بها إحساساً عميقاً وينفعل به انفعالاً متجاوباً، مثله مثل أي من الكائنات الحية.
فالموسيقى وبخاصة الموسيقى الراقية والروحانية تساهمُ في علو الروح.
ولكن الموسيقى ليست مجرد أنغام، بل هي وسيلة تواصل لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد.
وهي أيضاً وسيلة فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم في عمليات التفاهم وفي تنمية الحس الشخصي، وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفي تجميل العالم من حولنا.
أو كما جاء في إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز:
أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود!
وكذلك كما صدحت السيدة أم كلثوم:
المغنى، حياة الروح يسمعه العليل يشفيه!
الموسيقى تنمي شخصيات الأطفال:
دعت دراسة متخصصة للمجلس العربي للطفولة إلى الاهتمام بالموسيقى وتعليمها للأطفال لكونها تنمي شخصياتهم والجوانب الاجتماعية لديهم.
وأكدت هذه الدراسة أن تدريس الموسيقى الآن كمادة من المواد الدراسية التعليمية دون الالتفات إلى قدرتها الغنية وإمكانياتها التربوية الخاصة في تشكيل شخصية الطفل يعد نظاما قاصرا لابد من تطويره وتعديله بحيث تؤثر الموسيقى بالشكل المطلوب في عالم الطفل وشخصيته.
وقالت إن الموسيقى تتميز كفن بقدرتها التي لا تضاهى على التأثير في أدق انفعالات الإنسان والتعبير عن أحاسيسه وعواطفه.
ومصاحبته في أغلب لحظات وجوده مشيرة إلى ارتباط الطفل بالموسيقي بدءا من إنصاته لدقات قلب أمه أو غنائها له في المهد.
وما يصحب ذلك من فرحة بالموسيقى في أغاني الأطفال وحيويتهم ونشاطهم باندماجهم في الألحان.
الموسيقى تساعد على إستذكار الدروس:
نصحت مؤسسة ألمانية باستعمال الموسيقى في مساعدة الدارسين على استذكار درسهم.
وبينت أهمية الموسيقى الكلاسيكية وذات الإيقاع الهادئ بدءاً بما حول 10 ديسبيل إلى ما لا يتعدى الـ 70 ديسيبيل في الدقيقة.
بل ووجدوا أنه حتى بعض أنغام الروك تعد مثالية لاستذكار الأطفال دروسهم.
وركز الباحثون هنا على أهمية استشارة الأطفال حول الموسيقى التي يفضلونها.
فهنا تساعد الموسيقى (وخاصة النوع الهادئ منها) على تنشيط المخ في جانبه الأيمن خاصة، وعلى زيادة القدرات الذهنية.
وفي حالة تشكك الآباء والأمهات في جدية والفكرة، فما عليهم إلا إجراء اختبارات تأثير الموسيقى على أطفالهم.
ومن بعدها القيام بتحديد أي الأنواع منها بالذات ينفع معهم ويناسبهم وينسجمون معه، ففي الموسيقى والغناء فوائد عظيمة في العلاج الصحي والنفسي وكذلك في التعليم العام.