إني من القوم الذين جيادهم

أنسيم ريقك أخت آل العنبر* هذا أم استنشأته من مجمر

أبديد ثغرك ما أرى أم لمحة * من بارق أن معدن من جوهر

أودعتني ببريق ثغرك حرقة * ألهبت جمرتها بطرف أحور

ونشرت فرعك فوق متن واضح * وطويت كشحك فوق خصر مضمر

قولي لطرفك أن يكف عن الحشا * سطوت نيران الهوى ثم اهجري

وانهي جمالك أن ينال مقاتلي * فينال قومك سطوة من معشري

إني من القوم الذين جيادهم * طلعت كسرى بريح صرصر

وسلبن تاج الملك قسرا بالقنا * وأخذن قهرا درب آل الأصفر

آباي من كهلان أرباب العلى * وبنو الملوك عمومتي من حمير

قدنا من اليمن الجياد فما انثنت * حتى حوت بالصين مهجة بعبر

ورمت سمرقندا بكل مثقف * لهج باحشاء الفوارس أسمر

ووطئن أرض الشام ثم وفارسا * بالحرث اليمني وابن المنذر

صبحت بلاد الهند بالبيض التي * صبحت بها كسرى صبيحة دستر

ونصرن في الأحزاب حزب محمد * وكسون مومة ثوب موت أحمر

وطلعن من رجوي حنين شزبا * يحملن كل سليل طبيب العنصر

يلقى الرماح الشاجرات بنحره * ويقيم هامته مقام المغفر

ويقول للطرف أصطبر لشبا القنا * فهدمت ركن المجد إن لم تعقر

وإذا تأمل شخص ضيف طارق * متسربل أثواب محل مقتر

أو ما إلى الكوماء هذا طارق * نحرتني الأعداء إن لم تنحري

من قد ولدنا من نجيب قسور * دامي الأظافر أو ربيع ممطر

سلكت أنامله بقائم مرهف * وبنثر فائدة وذروة منبر

كم فوق وجه الأرض من ذي ثروة * لولا فواضل رفدنا لم يذكر

لولا صوارم يعرب ورماحها * لم تسمع الآذان صوت مكبر

نحن الذين نذل أعناق القنا * ونعز بالمعروف قل المعسر

قحطان قومي ما ذكرت فخارهم * إلا علوت على سنام المفخر

السابقون إلى المكارم والعلى * والحائزون غدا حياض الكوثر

فإذا أردت بأن ترى مسعاتنا * فصل النواظر بالسماك الأزهر

لو أمت الجوزاء أن تعلوا على * أدنى ذؤابة مجدنا لم تقدر

ثم الصلاة على النبي وآله * ما لاح برق في غمام ممطر

هذه القصيدة اختلف في قائلها اختلافاً شديدا؛ فنُسبت لحسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه؛ وقيل هي لحُجين بن حجر الغساني؛ ورويت للصاحب بن عباد؛ وقيل هي لابن المولى محمد بن عبد الله الأنصاري؛ ونُسبت إلى عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي؛ وقيل هي لأعرابي مجهول؛ وهي تعد من مفاخر قحطان؛ ولعلها رويت أيام العصبية بين القحطانية والعدنانية التي نشبت في الدولة الأموية.

Comments are closed.