آداب المحاورة

آداب المحاورة من جملة الواجبات على الذين يعاشرون الناس، وهي كثيرة؛ منها

إذا حضر المجلس شخص عظیم جلس على ركبتيه تأدبة، ولا يدور من ركبة إلى ركبة فذلك يدل على عدم الثبات وقلة المبالاة.

وإذا تحدث معه كبير لا يلتفت إلى غيره، وإذا أثنى عليه كبير بفضيلة وتأسف لعدم توفره عليها، فلا يتبختر ويفتخر، بل يعتذر بوجه يسهل فوته علی خاطره.

وأن يحترز في محاوراته عن الألفاظ التي يتطير منها السامع، وكذا يحترز عن الأراجيف.
وعن نقل شيء لم يتبين صدقه عند ذوي الرأي، وأن يحترز أيضا من الكذب والتباهي والخرص خاصة عند الكبار.
وكذا يتحاشى الصدق الذي يشبه الكذب، وكثرة الهزل والمزاح.

وأن يبتعد عن الخبث والمعائب، وأن يحسن القول أبدأ ليكون محبوب لدى الجميع.
وإذا تحدث أو تكلم شخص انتظر حتى يتم حديثه وكلامه، وأن لا يظهر اطلاعه إن كان مطلعة على ذلك الحديث وكان يعرفه من قبل، لئلا ينفعل المتكلم.

وأن لا يجادل الجهال والسفلة ولا يناظرهم، ولا يبادر بالحديث ما لم ير السامع راغبة في استماع حديثه وكلامه.
وأن يتجنب كثرة المكالمة، ولا يجيب ما لم يسأل منه.
وإذا انشغل أحد بالجواب وكان هو أقدر على الجواب فليصبر حتى يتم حديثه.
ثم يقرر هو جوابه على وجه لا يكون فيه طعنا للجواب الأول، وإذا أخفوا عنه الحديث لا يسترق السمع، وأن لا يسار أحدأ في مجالس الأكابر، ولا يختلس النظر في كتابة الآخرين.

ولا يكرر النظر إلى أطراف الدار والسقف والجدار، وأن لا يسأل عما لا يعنيه وليس من شأنه.

وإذا تحدث اثنان فيما بينهما لا يستفسر منهما من دون سبب.

وأن لا يبالغ ويفرط في الدعاء والتملق عند الأكابر فذلك علامة ضعف النفس.
وأن يقرر كل ما يريد قوله في خاطره أولا، وينظر في أطرافه، وأن لا يؤشر أثناء الكلام بیده و عينه وحاجبه.
ولا يحاكي حركات وأفعال وأقوال أحد، وأن يسعى في حديثه أن لا يخرج عن میزان الشرع والعقل.
ولا يفكر أنه لو تحدث بما يخالف رغبة مستمعه فإن ذلك لا يعجبه، فإن المستمع إذا كان عاقلا وعالمة لا ينزعج من الكلام المرضي.

وأن لا يكثر من دعوى الفضل والعلم بين يدي السلاطين والحكام.
وأن لا يسعى في إلزامهم، ولا يتجرأ معهم لكثرة مجالستهم ومحاورتهم.
وأن لا يبادر لمعاشرتهم، فإن مؤاخذتهم صعبة، وتمهيد العذر عسیر.
وأن يتجنب ما استطاع الحديث الذي يكون ثقيلا على بعض المستمعين.

منقول من كتاب الخزائن

Comments are closed.