يعقوب (ع) و بشير
كان يعقوب عليه السلام اشترى جارية ظئرا ليوسف عليه السلام و كان لها ولد يسمى بشيرا.
فدخل عليها يوما و رأى ابنها جالسا على حجرها و أجلست يوسف على الأرض.
فغضب لذلك فباع ولدها فوقع ذلك الولد فى مصر.
ثم جرى ما جرى إلى أن وقع يوسف فى مصر و نال أمره إلى أن صار ملك مصر فجاء إخوته فلما عرفوه وقال:
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)
و كان البشير من خواص خدمه و لا يعرف أحدهما الآخر فقال البشير:
أنا أذهب بالقميص فدفع إليه و ارتحل إلى أرض يعقوب.
وكانت امه خرجت من البلد و اتخذت عريشة تعبد الله و تبكى شوقا إلى ابنها كما كان يفعل يعقوب ليوسف.
وكان عريشتها مقدما نحو المصر عن عريشة يعقوب فجاء البشير فرآى عريشة و مال إليها لطلب الماء و استخبر منها خبرها.
فقالت: كان لى ابن كذا و كذا قال: ما كان اسمه قالت: بشير.
قال: يا اماه أنا البشير واعتنقها و لم ير يعقوب قرة عينه يوسف حتى رأت أم البشير بشيرا.
توفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة.
وكان ذلك بعد سبع عشرة سنة من اجتماعه بيوسف، وقد أوصى نبيُّ الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
وقال تعالى
أمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ