وعند جُهينة الخبر اليقين

خرج رجلٌ من قبيلة جهينة يُدعى ” الأخنس بن كعب ” إلى الصحراء ليقطع الطريق ، فالتقى بفاتك آخر على شاكلته يُدعى ” الحصين بن عمرو “.

اتفقت مصالحهم علي ان ينهبوا معا ولم تكن بينهم سابق معرفة، وكل واحد منهم كان لا يثق في الاخر وينتظر منه بادرة حتي يقضي عليه.

التقيا في طريقهم برجل فهبا لنهبه ولكنه استعطافهم بقلة ماله وفدي روحه بأخبارهم عن رحل ثري التقاه في الطريق ووصف لهم مكانه، فتركاه وبحثا عن الرجل الغني فوجداه عند شجرة يأكل فدعاهما للأكل، فأكلا.

وكانت من عادة العرب ان تلبية الدعوة للطعام والشراب تعني الامان فلا يحق لهما قتله بعد اكل طعامه وشرابه.

وبعدها استأذنهما جهينة لقضاء حاجته وعند عودته وجد الرجل سابحا في دمه وصاحبه بجواره يكمل في اكل طعامه فاستهجن ذلك وعلم ان صاحبه لا يؤتمن جانبه.

فغافله وقام بقتله واخذ كل الاموال لنفسه.

فخرجت زوجة الحصين تُسائِل عنه وهي لا تدري من أمره شيئاً ، فقابلها الجهني ، وأخبرها بأنه قتل زوجها الحصين ، ولكنها لم تُصدقه.

فقال :

تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ ..  وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ

فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنْهُ فَعِنْدِي   ..  لِسَائِلِهِ الحَدِيثُ المُسْتَبِينُ

فذهب قوله : “وعند جهينة الخبر اليقين ” مثلاً يُضرَب في معرفة الشيء من مصدره الحقيقي. مجمع الأمثال / للميداني

Comments are closed.