مسجد قباء:
انّ بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يأتيهم ، فأتاهم فصلى فيهم.
فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا:
نبني مسجدا نصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد صلى الله عليه وآله وكانوا اثني عشر رجلا.
فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء ، فلا فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا:
يا رسول الله ان بيوتنا قاصية عن مسجدك وانا نكره الصلاة في غير جماعة ، ويصعب علينا الحضور.
وقد بنينا مسجداً فان رأيت أن تقصده وتصلي فيه لنتيمّن ونتبرك بالصلاة في موضع مصلاك.
فقال صلى الله عليه وآله: ائتوني بحماري، فأتي باليعفور فركبه يريد مسجدهم فكلما بعثه هو واصحابه لم ينبعث ولم يمش.
قالوا : لعل هذا الحمار قد رأى في هذا الطريق شيئا كرهه فلذلك لا ينبعث نحوه.
فقال صلى الله عليه وآله : ايتوني بفرس فركبه فكلما بعثه نحو مسجدهم لم ينبعث.
فقالوا : لعل هذا الفرس قد کره شيئا في هذ الطريق.
فقال: تعالوا نمشي اليه فلما تعاطی هو واصحابه المشي نحو المسجد جفوا في مواضعهم ولم يقدروا على الحركة.
فقال رسول الله و أن هذا الأمر قد كرهه الله.
ولا يريده وأنا على جناح سفر فأمهلوا حتى أرجع إن شاء الله تعالى ثم أنظر في هذا نظراً يرضاه الله تعالى.
ثم لما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة خربه وهدمه بعد نزول ایات سورة البراءة في شأن هذا المسجد.
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
التوبة 107