اختلفوا في نبوة لقمان علیه السلام فمنهم من قال كان حكيما ولم يكن نبيا كما عن ابن عباس ومجاهد وقتاده وأكثر المفسرين.
وقيل: انه كان نبيا كما عن عكرمة والسدي والشعبي وفسروا الحكمة هنا بالنبوة.
وقيل انه كان عبدا اسود حبشيا غليظ المشافر مشقوق الرجلين في زمن داود عليه السلام.
وقيل: كان ابن خالة ايوب واحتمل النيسابوري كونه من اولاد آذر.
وقد روي أنه عمر اربعة الاف سنة وفي بعض التفاسير والمجمع انه عاش ألف سنة وادرك داود النبي عليه السلام.
وانه مع هذا العمر الطويل لم يبن لنفسه بیتا الا بيتا ضيقا من القصب.
وقال رسول الله (ص) حقا اقول لم يكن لقمان نبیا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة.
كان نائما اذ جائه نداء یا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟
فاجاب الصوت أن خيرني ربي قبلت العافية ولم اقبل البلاء وان عزم على فسمعا وطاعة فاني اعلم انه ان فعل بي ذلك اعانني وعصمني.
فقالت الملائكة: بصوت لا يريهم لم یا لقمان؟
قال: لأن الحكم بين الناس أشد المنازل واکدها يغشاه الظلم من كل مكان ان وقي فبالحري أن ينجو وان اخطأ أخطأ طريق الجنة.
ومن يكن في الدنيا ذليلا وفي الأخرة شريفا خير من أن يكون في الدنيا شريفا وفي الاخرة ذليلا.
ومن تخير الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب الاخرة.
فتعجب الملائكة: من حسن منطقه فنام نومة، فأعطى الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يواز داود «ع» بحكمته.
فقال له داود طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوی.
من كتاب: هل تريد السعادة؟ اقرأ وصايا لُقمان
الشيخ محمد حسن النائيني