لقد قرأت في مراهقتي عدّة كتب تأثرت بها أيما تأثر. في البداية قرأت كتاب ألف ليلة وليلة حيث العوالم المسحورة التي تمزج بين الحقيقة والخيال تجارب الانسان وطموحاته وتطلعاته، ولكن كل ذلك كان يصور عالم اللذائذ الحسية المترعة بالمتع.. حيث الدنيا كؤوس من الخمر المعتقة وفتيات الشرق الساحرات وليالي اللذة الحمراء وأطباق الاطعمة الشهية والمغامرات الجنسية .
وقرأت كليلة ودمنة وما تنطق به من الحكمة الانسانية على لسان الحيوانات. لكني تأثرت بشدّة لا توصف بـ «قصة الايمان بين الفلسفة والعلم والقرآن وأحدثت في نفسي هزة روحية .. لأنه أيقظ في أعماقي عالم الروح وسمعت الله يناديني أن هلم إلي.
وهذه الكتب كلّها معروفة في مكتباتنا العربية لكني أريد أن ألفت النظر إلى كتاب آخر مضى أكثر من ٢٥ سنة على مطالعتي إياه «هكذا عرفت نفسي للمرحوم الاستاذ السيد محمد جمال الهاشمي».
الذي سجل تجربته الفنية في هذا المضمار واعتبرها رسالة تنزّلت عليّ في ساعة حالمة هزتني فوعيت فنظرت فاضطربت فكان من تلك الساعة ميلادي الجديد.
وميزة الكتاب أنه لا ينطوي على الجانب العلمي منه، فحسب بل أودع ذلك في قالب أدبي فني غاية في التأثير والامتاع.
منقول من كتاب بين يدي الاستاذ