كيف نقيس هزيمة كيان العدو؟

د. سامي ناصر خليفة

يسعى الاحتلال الصهيوني إلى محو ما جرى في ٧ أكتوبر الماضي من ذاكرة الصهاينة قهرا والفلسطينيين نصرا، بكم القتل وحجم التدمير الذي يقوم به في غزة، وتلك جرائم بشعة لا علاقة لها بالنصر، ولا يمكن لها أن ترد شيئا من الانكسار والهزيمة التي تلاحق الصهاينة.

بل جل المؤشرات السياسية والميدانية اليوم تدل على أن كيان العدو الصهيوني يواجه هزيمة قاسية بدأت ملامحها تبرز عبر الآتي:

  1. عندما يغير الكيان الصهيوني أهدافه المعلنة -انحدارا- من نيته إبادة حماس وتهجير أهالي غزة، إلى الاجتياح البري واجتثاث سلاح حماس، إلى توغلات بطابع الفر والكر، إلى أن يدور الحديث اليوم عن هدنة مقابل إطلاق بعض الأسرى تمهيدا لتبادل كامل وشامل للأسرى من الجانبين!
  2. عندما تعلن حركة حماس منذ اليوم الأول من طوفان الأقصى -وإلى يومنا هذا- عن أن السبيل الوحيد لتحرير الأسرى الصهاينة هو تبييض السجون من الفلسطينيين، فهي علامة قوة لحماس وانكسار للعدو.
  3. عندما يتغير الموقف الدولي مع العدو الصهيوني من إعلان التأييد إلى الصمت والارتباك.
  4. عندما يتبدل الرأي العام العالمي من التعاطف مع المحتل الصهيوني إلى استنكار سلوكه في القتل والهدم من جانب، وإبداء التعاطف مع أهالي غزة من الجانب الآخر.
  5. عندما نرى أفواجا مليونية من البشر تجوب شوارع معظم مدن أميركا وكندا والعواصم الأوربية مستنكرين مواقف أنظمتهم المؤيدة للإبادة الجماعية في غزة، وكأنها بداية لربيع غربي مماثل لما كان يسمى بالربيع العربي.
  6. عندما يهاجر مئات الآلاف من الصهاينة إلى خارج الأراضي المحتلة، وينزح مئات آلاف أخرى من بيوتهم، ويعيش الكثير منهم في الملاجئ خوفا ورعبا، ويتم إخلاء مئات المستوطنات شمال فلسطين ومحيط غزة، وتتعطل الأعمال وتتوقف المصالح.
  7. عندما تظهر وتتجلى عزيمة وإرادة أهالي غزة الأبية وصمودهم الأسطوري في وجه الاحتلال بأسمى معانيها، وعندما يتحلي هذا الشعب بعلو الهامة والعزة والكرامة والشموخ مما أفشل مخططات العدو الخبيثة في التهجير أو الاستسلام أو سلب الوطن.
  8. عندما تدك فصائل المقاومة أوكار القواعد الأمريكية ومراكزها التجسسية في العراق وسوريا وأساطيلها في البحر الأحمر وسط خلط واضح ومربك لأوراق إدارة الشر الأمريكية وومخططاتها في المنطقة.
  9. عندما يتجول “الصهيوني” بلينكن -كما لقب نفسه- في العواصم العربية طالبا إيصال رسائل توسل إلى جمهورية إيران الإسلامية وحلفائها في جبهة المقاومة والممانعة بالمنطقة مفادها الدعوة إلى التهدئة، وعدم توسيع الحرب، وإعطاء فرصة للتسوية السلمية.
  10. عندما تقتصر قوة العدو الصهيوني فقط على تفوقه الجوي بتدمير الأبنية وقتل المدنيين، وهي علامة فشل بكل ما تعني الكلمة من معنى.
  11. عندما يثبت كيان العدو بجرائمة الوحشية وقتله لآلاف الأطفال والنساء من الأبرياء، أنه نظام عنصري فاشي متطرف متغطرس لا يمكن قبول استمراره.
  12. عندما يفشل العدو في نشر صورة واحدة لاستسلام أو لأسر أحد من رجال المقاومة في غزة أو شمال فلسطين، في حين يشاهد العالم يوميا كيف تحترق الآليات الصهيونية بمن فيها، صوتا وصورة.
  13. عندما تبث كتائب القسام وحزب الله يوميا مشاهد مصورة لحجم الخسائر التي تسببها عملياتهما الميدانية ضد قوات المحتل الصهيوني، مما يبعث شعورا بالانهزام النفسي والمعنوي للعدو.
  14. عندما يعترف العدو عبر وسائل إعلامه بمقتل المئات من جنوده، وتدمير المئات من آلياته.
  15. عندما تستمر صواريخ القسام وسرايا القدس وحزب الله ومسيرات أنصارالله في تغطية سماء الأراضي المحتلة من جنوبها إلى شمالها.
  16. عندما تدب الخلافات بين القادة الصهاينة وتتباين التصريحات بينهم وبين قادة الدول الداعمة كفرنسا وأميركا.
  17. عندما تشتعل المظاهرات والاعتصامات في فلسطين المحتلة من قبل الصهاينة ضد حكومتهم مجددا، مطالبين بتنحي مجرم الحرب نتنياهو وزمرته.
  18. عندما تتلاشى جهود إنجاح مخطط ما يسمى بالتطبيع إلى غير رجعة، لتجتمع كل الدول العربية والإسلامية في التوقيع على بيان يدين هذه الحرب ويستنكر ممارسات العدو الظالمة والبشعة في حق الشعب الفلسطيني الضحية.
  19. عندما تزداد قناعة شعوب المنطقة العربية والإسلامية بخيار المقاومة كلغة وحيدة يفهمها العدو، والسبيل الأوحد لتحرير كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من البحر إلى النهر.
  20. عندما تتبنى الشعوب العربية والمسلمة والمتعاطفون مع الشعب الفلسطيني في أنحاء العالم منهج المقاطعة الاقتصادية للبضائع الصهيونية والدول الداعمة لها، وتكبيد شركات تجارية عملاقة خسائر كبرى.

كل تلك المحفظة من المؤشرات -وغيرها- إنما تدل قطعا على أن كيان العدو الصهيوني بات يعاني الهزيمة التأريخية، وأن حقيقة زواله باتت واقعا لا مفر منه.

Comments are closed.