جاء قيس بن عاصم المنقري إلى النبي صلى الله عليه وآله في وفد لبني تميم.
فأراد من النبي صلى الله عليه وآله موعظة نافعة، فقال النبي:
انه لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت.
فان كان كريماً أكرمك وان كان لئيماً أسلمك، ثم لا يحشر الا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل الا عنه.
فلا تجعله إلا صالحاً فانه إن صلح أنست به وان فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك.
فقال قيس بن عاصم المنقري: يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام في ابيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره.
فأمر النبي صلى الله عليه وآله من يأتيه بحسان بن ثابت وكان الصلصال بن دهمس حاضراً عنده فنظمها قبل مجيء حسان فقال:
تخير خليطا من فعالك انما *** قرين الفتي في القبر ما كان يفعلُ
ولابد بعد الموت من أن تعده *** ليوم ينادي فيه المرء فيقبل
فان كنت مشغولا بشيء فلا تكن *** بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الانسان من بعد موته *** ومن قبله الا الذي كان يعمل
الا اما الانسان ضيف لأهله *** يقيم قليلا بينهم ثم يرحل