قنوت الامام أبى جعفر محمد الباقر عليه السلام

 اللهم إن عدوي قد استسن في غلوائه، واستمر في عدوانه، وأمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك.
وتمرد في مباينتك، ولك اللهم لحظات سخط بياتا وهم نائمون، ونهارا وهم غافلون، وجهرة وهم يلعبون، وبغتة وهم ساهون.
وإن الخناق قد اشتد، والوثاق قد احتد، والقلوب قد مُحيت، والعقول قد تنكرت، و الصبر قد أودى، وكاد تنقطع حبائله.
فإنك لبالمرصاد من الظالم، ومشاهدة من الكاظم، لا يعجلك فوت درك، ولا يعجزك احتجاز محتجز.
وإنما مُهل استثباتا و حجتك على الأحوال البالغة الدامغة وبعبيدك ضعف البشرية وعجز الانسانية، ولك سلطان الإلهية وملكة البرية، وبطشة الأناة وعقوبة التأبيد.

اللهم فإن كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين، وكمد من يشاهد من المبدلين، رضي لك ومثوبة منك.
فهب لنا مزيدا من التأييد، وعونا من التسديد، إلى حين نفوذ مشيتك فيمن أسعدته وأشقيته من بريتك.
وامنن علينا بالتسليم لمحتومات أقضيتك، والتجرع لواردات أقدارك، وهب لنا محبة لما أحببت في متقدم ومتأخر ومتعجل ومتأجل، والايثار لما اخترت في مستقرب ومستبعد.
ولا تخلنا اللهم مع ذلك من عواطف رأفتك ورحمتك وكفايتك وحسن كلائكتك بمنك وكرمك.

Comments are closed.