بابَك الخُرَّمي، هو قائد عسكري بارز الذي قاد الحركة الخرمية (لها اسم آخر وهو المُحمَّرة وذلك نسبة للبسهم الأحمر).
وهذه الفرقة والفرق المنشقة منها خرجت على الدولة العباسية بأفكار غير إسلامية داعيةً إلى الإباحية والاشتراك في المال والنساء.
ويعتقد أنه يوجد هناك تجني كبير بإظهار الطابع الإباحي لتلك الحركة.
نشأ بابك بن بهرام في حياته الأولى راعياً صغيراً في قرية اسمها بلال أباد في أذربيجان.
كان ذا همة ونشاط وتأثير على الجماهير فاتصل بابك بجاويدان ملك الخرمية فأُعجب به وقربه لما رأى من فطنته.
ومات جاويدان وأستلم بابك القيادة سنة 201 هـ، في خلافة المأمون العباسي، وكثر أتباعهُ، وقاد ثورة على العباسيين بعد مصرع أبي مسلم الخراساني، استمرت حوالي عشرين سنة.
و استغل اضطراب أمور الدولة إثر الصراع بين الأخوين الأمين والمأمون ومقتل الأمين.
ليعلن ثورته وساعده على ذلك انصراف المأمون إلى الشؤون الخارجية وانهماك قواته في حرب البيزنطيين.
فضلاً عن طبيعة البلاد الجبلية الحصينة التي اعتصم بها بابك وجماعته، مما جعل أمر القضاء عليه صعباً جداً.
وتوفي المأمون سنة 218هـ من دون أن يتمكن من القضاء على هذه الثورة، فلما جاء المعتصم لم يبخل بتسخير كل قوته لقتال بابك والقضاء على حركته.
وفي سنة 220هـ عقد المعتصم للأفشين (قائد من أصول تركية)، ووجهه لحرب بابك.
حاول بابك حين وجد نفسه في خطر أن يحرِّض البيزنطيين على مهاجمة الثغور الإسلامية ليخفف الوطأة عن نفسه وأعلمهم بأن المعتصم قد شُغِل عنهم بقتاله.
وأنه قد دفع بكل قواته في هذا السبيل، وأنه لا يوجد من يقف في وجههم. وكانت غايته شغل المعتصم بالبيزنطيين.
إلا أن ذلك لم يفده(صراع المعتصم مع البيزنطيين أنتهى بفتح عمورية).
فقد نجح الأفشين بعد سنتين وبعد هجوم عنيف شنه على معقل الخُرَّمية، وحصار طويل الأمد، أن يجبر باَبك على الفرار.
وقد أُلقي القبض عليه في أثناء سيره مستخفياً في جبال أرمينية، وأرسل إلى سامراء وأدخل دار المعتصم حيث قتل، وأُنْفِذَ رأسه إلى خراسان، وصلب جسده بسامِرّاء.
وأخيراً، ويوضح المفكر الفلسطيني بندلي جوزي، عبر تناوله الجانب الإجتماعي لتلك الحركة، أهميتها على جانبين.
أولاً: التنظيم الجيد الذي تمتّعت به تلك الحركة، وتماسكها وصمودها أمام أعتى جيوش الأرض في تلك الحقبة.
ثانياً: سرعة انتشارها وانضمام العديد من الفصائل والأعراق تحت لواء بابك الذي جمّع الفُرس و الكُرد و الأرمن و المُسلمين و جميع الأقليات من بلاد القوقاز.
و هو ما يعكس إتفاقاً قوياً و قيادة حكيمة، و شعور بالمصلحة الإجتماعية العامة حينها.