قال الرسول الكريم (صلّى اللّه عليه وآله و سلم):
تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فان صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر.
فأيهما أمّك؟ قصة طريفة عن الأنساب.
ورد عن يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عدس قال:
خرجت حاجا حتّى إذا كنت بالمحصب من (منى) اذا رجل على راحلة، معه عشرة من الشّباب، بيد كل رجل منهم محجن ينحون الناس عنه، و يوسعون له، فلما رأيته دنوت منه فقلت: مم الرجل؟
قال: من مهرة، من الشّحر. قال: فكرهته، و وليت عنه.
فناداني من ورائي: مالك؟ قلت: لست من قومي، ولست تعرفني و لا أعرفك.
قال: إن كنت من كرام العرب فسأعرفك.
قال: فكررت عليه راحلتي، فقلت: إني من كرام العرب.
قال: ممن أنت؟ قلت: من مضر.
قال: فمن الفرسان أنت، أم من الارجاء؟
فعلمت أنّه أراد بالفرسان قيسا، و بالارجاء خندفا. فقلت: بل من الارجاء.
قال: أنت امرؤ من خندف. قلت: نعم.
قال: من الارومة أنت أم من الجماجم؟
فعلمت أنّه أراد بالارومة خزيمة، و بالجماجم بني اد بن طابخة. قلت: بل من الجماجم.
قال: فأنت امرؤ من بني اد بن طابخة. قلت: أجل.
قال: فمن الدواني أنت أم من الصّميم؟
فعلمت أنّه أراد بالدواني الرباب و مزينة، و بالصّميم بني تميم. قلت: من الصّميم.
قال: فأنت إذا من بني تميم. قلت: أجل.
قال: فمن الأكثرين أنت أم من الأقلين؟ أو من اخوانهم الآخرين؟
فعلمت أنّه أراد بالأكثرين ولد زيد، و بالأقلين ولد الحرث، و باخوانهم الآخرين بني عمرو بن تميم.
قلت: فمن الأكثرين.
قال: فأنت إذا من ولد زيد. قلت: أجل.
قال: فمن البحور أنت أم من الذرى أم من الشّماد؟
فعلمت أنّه أراد بالبحور بني سعد، و بالذرى بني مالك بن حنظلة، و بالشّماد امرء القيس بن زيد. قلت: بل من الذرى.
قال: فأنت رجل من مالك بن حنظلة. قلت: أجل.
قال: فمن السّحاب أنت أم من الشّهاب، أم من اللباب؟
فعلمت أنّه أراد بالسحاب طهية، و بالشهاب نهشلا، و باللباب بني عبد الدار بن دارم. فقلت له: من اللباب.
قال: فأنت رجل من بني عبد الدار بن دارم. قلت: أجل.
قال: فمن البيوت أنت أم من الدوائر؟
فعلمت أنّه أراد بالبيوت ولد زرارة، و بالدوائر الاحلاف. قلت: من البيوت.
قال: فأنت يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عدس، و قد كان لأبيك امرأتان، فأيهما أمّك؟