في السنة الثالثة للهجرة كانت غزوة غطفان وسميت بغزوة ذي أَمَرّ وغزوة أنمار أيضا، وهي أرض في ناحية نجد.
وكان سبب هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن جمعاً من بني ثعلبة ومحارب مجتمعون في ذي أَمَر.
يريدون أن يصيبوا من أطراف المدينة. وعليهم رجل يقال له دعثور بن الحارث.
فخرج صلى الله عليه وسلم في أربعمائة وخمسين رجلا، فهرب دعثور ورجاله إلى ذرا الجبال.
ولم يصب المسلمون احد الا رجلا من بني ثعلبة ، فجاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وآله عليه فعرض عليه الاسلام فأسلم.
ثم أصابهم مطر غزير ، حتى بلت ثيابهم وتقاطر الماء منها.
فنزع صلى الله عليه وآله ثيابه ونشرها على شجرة لتجف، ثم اضطجع تحتها.
فجاءه دعثور شاهر سيفه وقال : یا محمد من يمنعك مني اليوم.
قال : الله ، ودفعه جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده.
فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام على رأسه فقال:
من يمنعك مني ؟ قال : لا أحد وأنا أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله.
فأعطاه رسول الله صلى الله علية وآله سيفه فأقبل على قومه وجعل يدعوهم للاسلام ونزلت هذه الاية.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚوَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
فرجع صلى الله عليه وآله الى المدينة، وكانت مدة هذه الغزوة واحد وعشرين يوما.