عيسى عليه السلام وصاحبه

وروي أن عيسى عليه السلام كان مع صاحب له يسيحان، فأصابهما الجوع وقد انتهيا إلى قرية، فقال عيسى لصاحبه:

انطلق فاطلب لنا طعاماً من هذه القرية. وقام عيسى عليه السلام يصلي، فجاء الرجل بثلاثة أرغفة فأبطأ عليه انصراف عيسى فأكل رغيفاً، فانصرف عيسى فقال: أين الرغيف الثالث؟ فقال: ما كانا إلا رغيفين!

قال: فمرا على وجوههما حتى مرا بظباء فدعا عيسى عليه السلام ظبياً منها فذكاه فأكلا منه، ثم قال عيسى عليه السلام للظبي: قم بإذن الله، فإذا هو يشتد. فقال الرجل: سبحان الله! فقال عيسى عليه السلام: بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟ فقال: ما كانا إلا رغيفين!

قال: فمضيا على وجوههما فمرا بنهر عظيم عجاج، فأخذ عيسى عليه السلام بيده فمشيا على الماء حتى جاوزا الماء فقال الرجل: سبحان الله! فقال عيسى عليه السلام: بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟ فقال: ما كانا إلا رغيفين.

فخرجا حتى أتيا قرية عظيمة خربة، وإذا قريب منها ثلاث لبنات من ذهب، فقال الرجل: هذا مال! فقال عيسى عليه السلام: أجل هذا مال، واحدة لي وواحدة لك وواحدة لصاحب الرغيف.

فقال الرجل: أنا صاحب الرغيف! فقال عيسى: هي لك كلها!

ففارقه فأقام عندها ليس معه ما يحملها عليه، فمر به ثلاثة نفر فقتلوه وأخذوا الثلاث لبنات، فقال اثنان منهم لواحد: انطلق إلى القرية فأتنا منها بطعام. فذهب فقال أحد الباقيين للآخر: تعال نقتل هذا إذا جاء ونقتسم هذا بيننا! فقال الآخر: نعم.

وقال الذي ذهب: أجعل في الطعام سماً فأقتلهما وآخذ اللبن! ففعل، فلما جاء قتلاه وأكلا من الطعام الذي جاء به، فماتا.

فمر بهم عيسى وهم حولها مطروحون، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها!

Comments are closed.