عارٌ على الأقيال يا يمنُ أنْ لا يكون بحجمك الزمنُ
عارٌ عليك وأنت فاتحةُ الدنيا ومالك في الدُّنى ثمنُ
أشرقت قبل الشمس من حجرٍ واليوم فيك النور يُمتهنُ
الأرض للأغراب واسعةٌ وعلى بنيها ضاقت المدنُ
والشعب أين الشعب تسألني الأنقاض.. إنّ الشعب مُرتهنُ
شعب يغطّي بالصراخ على جرحٍ على أكتافهِ وثنُ
ألقاهُ خانقهُ بهاويةٍ ودعا عليهِ فأمّن الوطنُ
كسرى على اسم الله متكيءٌ والله لا عينٌ ولا أذنُ
كسرى وراء الباب يحرسنا أعلى الظّبا يا ذئب تؤتمنُ ؟!
صنعاء في صنعاء ضائعةٌ وإلى القيامة سافرت عدنُ
رملٌ على عينيك يا وطني وكأنّهُ بالنار مقترنُ
نار المجوس وليل جارتنا يتعانقان وواقعٌ نَتِنُ
ولكل مئذنةٍ مؤذنها إلا بلادي.. إنها شجنُ
بوابةٌ للحزن يدخلها منّا ويكبر بيننا الحَزَنُ
الروح للآهات تمضغها وعلى الرياح يُقسّمُ البّدنُ
من لم يعش حرّاً بموطنهِ سيموت لا قبرٌ ولا كفنُ
وستهجر الأحلام صاحبها مادام فيه لغيرها سكنُ
ومن الغياب يعود ثانيةً من لم تمتْ في قلبهِ اليمنُ