اعرابی وزوجته – طرائف العرب
أراد اعرابي سفراً، فقال لزوجته:
عدي السنين لغيبتي وتصبري ودعي الشهور فانهن قصار
فأجابته تقول:
واذكر صبابتنا اليك وشوقنا وارحم بناتك انهن صغار
فأقام وترك سفره.
الكسائي والمأمون
جاء الكسائي يوماً إلى المأمون للتعليم، وهو مشغول بالشراب فكتب له.
للنحو وقت وهذا الوقت للكاس وللندامی وشم الورد والآس
فكتب الكسائي على ظهر ورقته.
لو كنت تعلم ما في النحو من أدب ألهتك لذته عن لذة الكاس
لو كنت تعلم من في الباب قمت له سحب على الأرض أو مشيا على الراس
كأنك بعرة – طرائف العرب
حكى الاصمعي قال: مررت في يوم شديد. المطر ببعض الطرقات فرأيت رجلا علیه فرو مقلوب والمطر قد غمره، فقلت لأصحابي : أضحككم على هذا الاعرابي؟ قالوا: نعم . فقلت : له تدري كيف انت يا اعرابي ؟ قال: لا. فقلت شعرأ.
كأنك كعكة في وسط رش اصاب الرش رشاً بعد رشِ
فقال الأعرابي: أتدري كيف انت ؟ قلت : لا. فقال:
كأنك بعرة في ثقب كبش مدلاة وذاك الكبش يمشي
ألا أيها البنتان إن أباكما
حکی ان شاعراً كان له عدو، فبينما هو سائر ذات يوم في بعض الطرق إذا هو بعدوه ، فعلم الشاعر أن عدوه قاتلة لا محالة ، فقال له يا هذا: أنا أعلم أن المنية قد حضرت، ولكن سألتك الله إذا أنت قتلتني أمضِ إلى داري وقف بالباب وقل (ألا أيها البنتان إن أباكما) فقال : سمعا وطاعة، ثم إنه قتله، فلما فرغ من قتلة أتى إلى داره ، ووقف بالباب وقال : ألا أيها البنتان إن أباكما. وكان للشاعر بنتان، فلما سمعتا قول الرجل.
ألا أيها البنتان إن أباكما. اجابتا: بفم واحد: قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما. ثم تعلقتا بالرجل ورفعناه إلى الحاكم فاستقرره فأمر بقتله فقتل.
أحسن الطرائف – علي المنصوري – مؤسسة البلاغ – دار سلوني