لقد سُمِّيَت سورة الحاقة بهذا الاسم لأنَّ الله تعالى بدأ السورة بقَسمٍ عظيم بقوله:
الْحَاقَّة * مَا الْحَاقَّة * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ
والحاقة كما وردَ في كتب التفسير والفقه هو أحد أسماء يوم القيامة، وقد أقسم الله تعالى به في بداية السورة نظرًا لخطورة ذلك اليوم وأهميِّته.
سمِّي بالحاقة لأنَّ فيه يتحقَّق وعد الله تعالى للمؤمنين بالعفو والمغفرة وجناتٍ عرضها السماوات والأرض أعدَّت للمتقين، ويتحقق أيضًا بالمقابل الوعيد الذي ضربه الله للكافرين بالعقاب والعذاب.
ما تُرشد إليه سورة الحاقة:
إن القيامة آتية لا ريب فيها.
الإخبار عن أهوال يوم القيامة العظيمة التي ستحلُّ بالسموات والأرض في ذلك اليوم المشهود.
تتحدَّثُ عن أحوال الكفَّار الذينَ لم يؤمنوا بالرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه وتبيِّنُ العذاب والعقاب الذي أصابهم.
قال -سبحانه وتعالى-:
{فإِذَا نُفخَ فِي الصُّور نَفْخةٌ واحِدَةٌ * وحُمِلَتِ الأَرْضُ والجِبَالُ فدُكَّتَا دكَّةً واحِدَةً * فيَوْمَئِذٍ وقَعَتِ الوَاقِعَةُ} كما تشيرُ إلى التغيُّرات التي ستضربُ الكون بأكمله وتغيِّرُ من معالمه.
أنَّها تتناول أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة عند الحساب، فتصوّر المؤمنين في نعيم دائم وسعادة بالغة لا حصر لها، والكافرين في شقاء وعذاب مخيف لا يخفَّف عنهم ولا هم عنه يُصرفون.
فقال تعالى واصفًا أحوال المؤمنين:
فأَمَّا منْ أوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فيَقُولُ هاؤُمُ اقرَءُوا كتَابِيَهْ * إنِّي ظنَنْتُ أنِّي ملَاقٍ حسَابِيَهْ * فهُوَ فِي عيشَةٍ راضِيَةٍ
وفي وصف أحوال الكافرين يقول تعالى:
خذُوهُ فغُلُّوهُ * ثمَّ الجَحِيمَ صلُّوهُ * ثمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُهَا سبعُونَ ذرَاعًا فاسْلُكُوه