عسى أن يكون خيرا
كان بالبادية رجل له عيال و خيمة و كان له حمار ينقلون عليه الماء و يحمل عليه تجارتهم، و ديك يوقظ للصلاة، و كلب يحرسهم.
فجاء فى ليلة ثعلب فأخذ ديكهم فحزنوا للديك.
وكان الرجل صالحا فقال: عسى أن يكون خيرا ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله.
فقال الرجل: عسى أن يكون خيرا، ثم اصيب الكلب بعد ذلك.
فقال: عسى أن يكون خيرا.
ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا سبى كل من كان حولهم و قتل بعضهم و بقوا سالمين.
وإنما أخذوا اولئك بما كان عندهم من أصوات الكلاب و الحمير و الديكة.
النصراني و المحدث
اجتمع محدث و نصرانى فى سفينة فصب النصرانى فى زِّقّ (وعاءٌ) كان معه شربة و شرب.
ثم صبها و عرضها على المحدث فتناولها، فقال النصرانى: إنها خمر.
فقال المحدث: من أين علمت ذلك؟
قال النصراني: اشتراها غلامى من يهودى، فشربها المحدث على عجلة.
وقال للنصرانى: ما رأيت أحمق منك أحدا نحن أصحاب الحديث نتأمل فى حديث مثل سفيان ابن عيينة و سعيد بن جبير فنصدق نصرانيا من غلامه عن يهودى و الله ما شربتها إلا لضعف الإسناد.
رجع بخفى حنين
كثيرا مايمثل بقولهم: “رجع بخفى حنين” للخائب الخاسر فاختلف فى حنين فقيل.
حنين كان رجلا مدعيا أنه من ولد هاشم فجاء إلى عبدالمطلب وعليه خفان فقال: يا عم إنى من ولد هاشم فأمعن النظر فيه.
فقال: لا و ثباب ابن هاشم ما أرى فيك شمائل هاشم فارجع فرجع جائيا بخفيه.
و قال بعضهم: كان رجلا مغنيا فدعاه قوم من أهل الكوفة ليطربهم فى نزهة.
فخرجوا به إلى الصحراء فضربوه و سلبوا ثيابه و تركوا عليه خفيه لاغير.
ولما رجع إلى زوجته و كانت منتظرة لرجوعه على عادته بما يفضل عن أطعمة أهل النزهة ورأته على تلك الحالة فقالت لكل من سألها عنه: رجع حنين بخفيه.
و قيل: إنه كان رجلا إسكافيا فساومه أعرابى بخفين و ماكسه حتى أخرجه.
فلما ارتحل الأعرابى أخذ حنين أحد الخفين و وضعه على الطريق ثم مشى و ألقى الآخر فى موضع آخر على الطريق.
وكمن له فلما مر الأعرابى بالخف قال:
ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته فلما انتهى إلى الآخر ندم بتركه الأول.
وأناخ راحلته و رجع إلى الأول فعمد حنين إلى راحلته بما عليها فركبها و مضى بها.
فلما رجع الأعرابى إلى قومه بالخفين و سألوه عن حاله فقال: جئت بخفى حنين.