اليكم يا شباب العلم تهنئتي وتحيتي ، اليكم يدى أصافح بها فتاتكم وأصافح بها فتاكم ، وكأنى حين صافحتكم قد أخذت العهد والميثاق على ان نكون لمصر يدا واحدة، نجدد مجدها، ونرفع بناءها، وننشر رايتها فوق الزمن ويطيب لى فى هذا المقام أن أتحدث اليكم، وقد لاحت في الأفق بشائر النصر والسلام.
يا شباب العلم : إن الأيام التي خلفتموها وراءكم ليست شيئا مذكورا ، إذا قيست الى ما تطلبه منكم أيامكم المقبلة من جد وجهاد.
إن الغد أشد من الأمس بأسا؛ فأعدوا له ما استطعتم من قوة وعزيمة واجهوه بالنضال والمثابرة، وخذوا علم غدكم كما أخذتم علم أمسكم ، فان العلم يتجدد كل يوم ، ومن فاته علم يومه فقد تخلف عن موكب الحياة.
يا شباب النيل : إن مصر تدخركم لها ، فلا تدخروا فكرة ولا عاطفة ولا طاقة في سبيلها. لا نعرف ولا تعرفون ماذا تهيئ لكم الأيام، ولكن الذي نعرفه وتعرفونه هو أن تكونوا دائما مؤمنين بربكم وحقوق بلادكم ، مخلصين في وطنيتكم معتزين بمصريتكم ليس مقدرا لكل انسان أن يكون عَلَمًا في بلاده ، ولكن حقا عليه أن يكون خادما أمينا لبلاده ؛ فاجعلوا مصر قبلتكم ، واجعلوا الأمانة في خدمتها رسالتكم ، فاذا ما بسمت لكم الآمال، فليكن في سبيل مصر تحقيقها، وإذا واجهتكم الآلام ، فليكن في سبيل مصر احتمالها، وامضوا تحف بكم عناية الله.