حكم شعرية للامام علي عليه السلام

حكم شعرية للامام علي عليه السلام

الناس من جهة التمثالِ أكفاءُ أبوهمُ آدم والأم حواءُ

وإنما امهاتُ الناس أوعيةٌ مستودعات وللأحسابِ آباءُ

فإن يكن لهم من أصلِهم شرفٌ يفاخرون به فالطينُ والماءُ

 

لعمرك ما الإنسانُ إلا بدنيهِ فلا تترُكِ التقوى اتكالاً على النسبْ

فقد رفع الإسلام سلمان فارس ٍوقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ

أدبت نفسي فما وجدت لها بغيرِ تقوى الإلهِ من أدبِ

إن كان من فضةٍ كلامكِ يا نفسُ فإن السكوت من ذهبِ

 

ليس الجمالُ بِأثواب تزيننا إن الجَمالَ جَمالُ العقلِ والأدبِ

ليس اليتيم الذي قد مات والدهُ إن اليتيم يتيمُ العِلمِ والأدبِ

 

وصُنْ مِنكَ ماء الوجهِ لا تبذُلنهُ ولا تسأل الأرذالِ فضل الرغائبِ

وكن مُوجبا حق الصديقِ إذا أتى إليكَ ببر صادقٍ مِنكَ وَاجِبِ

 

واخفض جناحك للصديقِ وكن لهُ كأبِ على أولادِه يتحدبُ

والضيف أكرِم ما استطعتَ جوارهُ حتى يُعد كوارثٍ يتنسبُ

 

فكم من صحيح مات من غيرِ علةٍ وكم من عليلٍ عاش دهراً إلى دهرِ

وكم من فتى يُمسي ويصبح آمناً وقد نُسجتْ أكفانُهُ وهو لا يدري

 

إصْبِرْ قليلاً فبعد العُسر تيسيرُ وكل أمرٍ له وقتٌ وتدبيرُ

وللمُهين في حالاتنا نظرُ وفوقَ تقديرِنا لله تقديرُ

 

حرض بنيك على الآدابِ في الصغرِ كيما تقر بهم عيناك في الكبرِ

وإنما مثل الآدابِ تجمعُها في عُنفوانِ الصبا كالنقشِ في الحجرِ

إن الأديب إذا زلت به قدمٌ يهوي إلى فُرُشِ الديباجِ والسرُرِ

Comments are closed.