تبادل الهدايا – الشاعر العباسي العباس بن الأحنف ومحبوبته فوز:
في شعر العباس ما يكشف عن أنه هو وصاحبته يتبادلان الهدايا، ولكنه لم يكن يكشف عن نوعها في أكثر المرات، وسبق أن قلنا إن ردها لهدياه كان مظهراً من مظاهر الجفوة والقطيعة بينهما واستشهدنا بقوله:
ردت عليَّ هديــــةُ لــو أنــها بعثــت إلــيّ بمثلــها لـــم أردد
وتقول: إني قد تركت غوايتي فاذهب لشأْنك راشداً لم تُطْرد
ويذكر في أبيات غيرها السبب الذي ردّ هو من أجله هديتها ثم طلب هدية وحددها بنفسه وقال:
ولمـا وهبتــم خاتــماً فــرددته لمعرفتي أن الخــواتيم تَقْطــعُ
فأهدي سِواكاً مسَّ فاكَ فإنّه يًسكن ناراً في جوى القلب تلذعُ
وقد استجابت فوز لطلبه فأرسلت إليه بمسواكها ولبانها فوق تفاحة على ريحان، وهو موافق لما كان يطلبه ويأنس به، وقال:
أرســلت باللبــان قــد مضــغَتْهُ فــوق تفاحــة علــى ريحــانِ
وبمســواكها الــذي اختــاره الله لفيـها من أطــيب الأغصـانِ
فكأني وجدت ريحا من الفردوس فاحت من ريح ذاك اللبـانِ
وكأن المسواك مسواك فوز أخلصُ النبت في رياض الجنانِ
أي شيء يكون أطــيب من شيءٍ سقتــه مـن ريقها فسقانــي
إتجاهات الغزل في القرن الثاني الهجري – الدكتور يوسف حسين بكار