بلال والحجاج ومعاوية

خطب بلال لأخيه امرأة قرشية فقال لأهلها نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله تعالى وكنا ضالين فهدانا الله تعالى وكنا فقيرين فأغنانا الله تعالى وأنا أخطب إليكم فلانة لأخي فان تنكحوها له فالحمد لله تعالى وإن تردونا فالله أكبر.

فأقبل بعضهم على بعض فقالوا بلال ممن عرفتم سابقته ومشاهده ومكانه من رسول الله فزوجوا أخاه فزوجوه فلما انصرفوا قال له أخوه يغفر الله لك أما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله وتترك ما عدا ذلك فقال مه يا أخي صدقت فأنكحك الصدق.

وخطب الحجاج فأطال فقام رجل فقال الصلاة فان الوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك فأمر بحبسه فأتاه قومه زعموا أنه مجنون وسألوه أن يخلي سبيله فقال إن أقر بالجنون خليته فقيل له فقال معاذ الله لا أزعم أن الله ابتلاني وقد عافاني.

فبلغ ذلك الحجاج فعفا عنه لصدقه

ولما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون على معاوية ثم يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال يا أمير المؤمنين أعلم إنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها والأحنف ساكت فقال معاوية مالك لا تقول يا أبا بحر فقال أخاف الله تعالى إن كذبت وأخافكم إن صدقت.

فقال جزاك الله خيرا عما تقول ثم أمر له بألوف فلما خرج الأحنف لقيه ذلك الرجل بالباب فقال له يا أبا بحر إني لأعلم أن هذا من شرار خلق الله تعالى ولكنهم استوثقوا من الأموال بالأبواب والأقفال فلسنا نطمع في إخراجها إلا بما سمعت فقال له الأحنف يا هذا أمسك فان ذا الوجهين خليق أن لا يكون عند الله وجيها.

وقيل إن الكذب يحمد إذا وصل بين المتقاطعين أو أصلح بين الزوجين ويذم الصدق إذا كان غيبة.

وقد رفع الحرج عن الكاذب في الحرب وعن المصلح بين المرء وزوجه.

منقول

Comments are closed.