بدعة خلق القرآن بدأت أيام الدولة الأموية، ولكنها تحولت إلى فتنة بعد أن تبنت الدولة العباسية مذهب المعتزلة أيام الخليفة العباسي المأمون الذي أعتنق مذهب المعتزلة.
والمعتزلة تأثروا بالفلسفة اليونانية وكانوا يناظرون أهل الأديان ويجادلونهم. كما أنهم فسروا بعض الآيات من القرآن واعتمدوا على ظاهرها. فذهب المعتزلة إلى القول بأن القرآن مخلوق.
بعد أن تشرب المأمون منهج المعتزلة، أمر قائد شرطة بغداد بامتحان العلماء في خلق القران، وأستجاب الكثير من العلماء تحت التهديد ورفض القليل منهم هذه البدعة مثل الامام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح.
وأستمر مذهب المعتزلة وفتنة خلق القرآن في خلافة المعتصم والواثق حيث كانوا يؤيدون خلق القران. وفي خلافة المتوكل أمر بترك النقاش في بدعة خلق القران ونهى عن الجدال والمناظرة. وفي بعض الكتب، المتوكل العباسي صار مع الأشاعرة وعاقب وحاسب من خالف رأيهم.
وقال الإمام الهادي عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين، جعلنا وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.