الياقوت الأحمر

قال سليمان الوراق: دخلت يوما على المأمون وفي يده فص من الياقوت الأحمر مستطيل الشكل له شعاع قد أضاء له المجلس يقلبه بيده ويستحسنه.

بعد ذلك دعا المأمون الصائغ وقال له:

اصنع بهذا الفص كذا وكذا وأحلل فيه كذا وكذا. وعرفه على جميع التفاصيل التي يرغب ان تكون في صياغة ذلك الفص.

 أخذ الصائغ فص الياقوت الأحمر وأنصرف.

 يقول سليمان عدت إلى المأمون بعد ثلاثة أيام، فتذكر المأمون الفص فاستدعى الصائغ.  

فأتى الصائغ وهو خائف وقد أصفر لونه.

فقال المأمون ما فعلت بالفص؟

فارتبك الرجل ولم ينطق بكلام، ففهم المأمون انه حصل خلل ما.

فترك الصائغ حتى هدأ باله. ثم أعاد السؤال.

فقال الصائغ: الأمان يا أمير المؤمنين.

فقال المأمون: لك الأمان.

فأخرج الصائغ الفص أربع قطع وقال:

يا أمير المؤمنين، سقط من يدي على السندان فصار كما ترى.

وكان المأمون حليماً فقال: لا بأس عليك اصنع به أربع خواتم وألطف في الكلام.

فلما خرج الرجل من عنده قال:

أتدرون كم قيمة هذا الفص؟

قلنا: لا.

قال: اشتراه الرشيد بمائة وعشرين ألفا.

Comments are closed.