الوفاء والذّكاء

الوفاء والذّكاء قصة من قصص الأصمعي

قال الأصمعي خرجت إلى مقابر البصرة، فإذا أنا بامرأةً على قبرٍ، من أجمل النساء، وهي تندب صاحبه

وتقول:

هل أخبر القبر سائليه أم قر عيناً بزائريه
أم هل تراه أحاط علماً بالجسد المستكين فيه
يا جبلاً كان ذا امتناعٍ وطوداً عد لآمليه
يا نخلةً طلعها نضيد يقرب من كف مجتنيه
يا موت ماذا أردت مني حقّقت ما كنت أتقيه
دهر رماني بفقد إلفي أذم دهري وأشتكيه
أمنك الله كلّ خوفٍ وكلّ ما كنت تتقيه
أسكنك االله في جنانٍ تكون أمناً لساكنيه

قال، فقلت لها: يا أمة االله، ما هذا منك؟
قالت: لو أعلمك مكانك ما أنشدت حرفاً، هذا زوجي وسروري وأنسي، واالله لا زلت هكذا أبداً أو ألحق به.
قلت لها: أعيدي علي الشعر.
فقالت: هذا من ذاك.
فقلت خذي إليك. وأنشدا الأبيات،
فقالت فإن يكن في الدنيا الأصمعي فأنت هو.

Comments are closed.