المسبوق من يتخلف عن غيره، ويكون ذلك عن ضعف وعجز فلو سار إثنان في طريق معا فالضعيف منهما يتأخر والقوي يتقدم، فيسمى المتقدم سابقا والمتأخر مسبوق.
فرب العالمين سبحانه يقول: ” وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ “ ولسنا ضعفاء ولا عاجزين، بل قادرون على أن نبدل أمثالكم ونحلهم محلكم، وهذه هي سنة الله في خلقه، يذهب بأمة ويأتي بأخرى بدلها، فأنتم الأموات حللتم محل آباءكم، وأبناؤكم سيحلون محلكم. فلا يعجز الله عن استبدال السابقين باللاحقين.
وإذا قدرنا أجل أحد، فلو اجتمع الخلق كلهم ليؤخروا عنه الموت ولو ساعة لم يقدروا على ذلك. فلا نعجز عن استبداله بآخر.
الشيخ الرئيس ابن سينا أستاذ الطب بلا منازع، وكتابه (القانون) كان ولا يزال مرجع الأطباء. توفي في سن التاسعة والأربعين. وكم من الشيوخ عمروا أضعاف عمر ابن سینا ولم يكونوا يعرفون شيئا عن الطب ولا يهتمون بالقواعد الصحية طيلة عمرهم.
فقدرة الله ومشيئته الحتمية لا يقف في طريقها شيء، ولا يقهرها ولا يغلبها شيء. وسنة الله اقتضت أن يذهب جماعة ويأتي غيرهم مكانهم.
من كتاب الدار الاخرة