قال تعالى: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
أي: هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أنزلناه بلسانك العربي الفصيح الكامل الشامل.
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه فإذا أعرابي من البادية يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له يا محمد من أين جئت بهذا القرآن.
فقال له عليه الصلاة والسلام: من عند الله.
قال الأعرابي: لا يا محمد لوكان من عند الله ما وجدنا فيه هذه الكلمات الأربع.
قال عليه الصلاة والسلام: ما هذه الكلمات يا أعرابي؟
قال الأعرابي: فأما الكلمة الأولى كلمة ” يستهزئ ” الواردة في قوله عزوجل ” اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) ” سورة البقرة.
فالعرب لا يقولون يستهزئ، بل يقولون ” يهزأ “.
والثانية، كلمة ” قسورة ” الواردة في قوله عزوجل:
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) “سورة المدّثر.
والعرب لا يقولون قسورة، بل يقولون ” أسد ” و” هزبر ” و ” ليث “.
والثالثة، كلمة ” كبّارا ” الواردة في قوله عزوجل:
وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) ” سورة نوح
والعرب لا يقولون كبّارا بل يقولون ” كبير. “
الرابعة، قال الأعرابي: كلمة ” عُجاب ” الواردة في قوله عزوجل:
أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) ” سورة ص.
والعرب لا يقولون عجاب، بل يقولون ” عجيب. “
فسكت الرسول عليه الصلاة والسلام لبرهة والصحابة ينظرون إليه وجلس الأعرابي وظنّ أنه قد كسب الجولة
وفجأة دخل أعرابي من البادية إلى مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له ” يا محمد أعطني مالاً فالمال ليس لك ولا لأبيك “
فقال له عليه الصلاة والسلام: ماذا تريد؟
قال الأعرابي: أعطني مالاً.
قال عليه الصلاة والسلام: ماذا تريد؟
قال الأعرابي: أتستهزئ بي يا ابن قسورة العرب وأنت تراني رجلا كبارا إن هذا لشيء عجاب.
عندها قال الأعرابي الذي سأل في البداية: أشهد يا محمد أنه لا إله إلّا الله وأشهد أنك يا محمد رسول الله.
ويقال أن الأعرابي الثاني هو قس بن ساعدة ابلغ العرب وكان عمره قد تعدى ال 100 عام وكان متعبا حيث ان الرسول طلب من منه ان يقوم ويقعد عدة مرات امام حكماء قريش لكي يثبت لهم فصاحة الكلمات الاربع ويقول:
يا محمد كيف هذا يا أبن قسورة العرب؛ اني رجل كبارة في مثل عمر جدك وابيك؛ اتقيمني وتقعدني ان هذا لشيء عجاب.
ويقال إن الاعرابي الثاني الوليد بن المغيرة وهو رجل كبير ولا يقدر على المشي فامر النبي بان يرفعوه وينزلوه أكثر من مرة فقال الوليد:
تستهزئ بي يا ابن قسورة العرب وانا رجل كبارا هذا شيء عجاب.
فسكتوا جميعا لان الوليد في حينه كان معجما وموسعة العرب ولا يقال بعده.