الصديق والصداقة
من الكلمات المأثورة عن علماء الاجتماع التي تداولتها الألسن قولهم الإنسان اجتماعي بالطبع ومعنى هذا أن الأنسان مفطور على الصلة بأبناء جنسه. ولما كان كل فرد في هذه الحياة معرضاً للمشاكل فأنه يحتاج إلى صديق يتبادل معه المحبة والمودة ويحمل له شعور أخوي صادق مستند على الحب في الله خالصاً من المصالح والمطامع المادية.
وقال علي بن ابي طالب عليه السلام: الناس أخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله فهي عداوة وذلك لقول الله عز وجل الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ وقال أيضاً “خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنوا إليكم وقال: طوبى لمن يألف الناس ويألفونه على طاعة الله.
وقال جعفر الصادق عليه السلام: لا تصحب خمسة، الكذاب فإنك منه على غرور، وهو مثل السراب يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب. والأحمق، فإنك لست منه على شيء، يريد أن ينفعك فيضربك. والبخيل، فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه. والجبان، فإنه يسلمك ويفر عند الشدة. والفاسق، فإنه يبيعك بأكلة أو أقل منها، قيل: وما أقل منها؟ قال: الطمع فيها ثم لا ينالها.
وقال بعض الحكماء: لو ملكت الدنيا لكانت لا تعدل عندي ذرة من وفاء صديق ومودة أخ كريم.
وقال بعض الشعراء
تكثر من الإخوان ما استطعت إنهم عماد إذا استنجدتم وظهور
ولـــــيس كـثيرا ألــــف خـــل وصـــــــاحب وإن عــــــدوا واحـدا لـــكثــير
وقال الآخر
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته فالطبع مكتسب من كل مصحوب
كــــالريح آخــــــذة ممــا تمـــــر بـه نتنـــا من النتـن أو طـــيبـا من الـــــــــطــيب
وأخيراً ننصح بمصاحبة الإنسان الصالح المتحلي بمكارم الأخلاق لان الصديق الصالح من أهم بواعث السعادة. وعليك أن تعلم أن هناك حقوق للصداقة والصديق كثيرة يجب أن ترعاها وسوف نذكر بعض منها مثل أن تحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك، وأن تعينه بنفسك ومالك ولسانك وبدنك ورجلك، ولا تشبع ويجوع، ولا تروى ويظمأ، ولا تلبس ويعرى.