في 5 أكتوبر عام 1924 تنازل الشريف حسين بن علي عن عرش مملكة الحجاز لنجله الأكبر إثر هزيمة قواته أمام زحف قوات آل سعود الذين واصلوا تقدمهم في الحجاز حتى أحكموا سيطرتهم عليها، ولكن لم تكن هذه نهاية أسرة شريف مكة الذي جلس اثنان من أبنائه على عرشي العراق والأردن، فمن هو الشريف حُسين بن علي؟
من مواليد اسطنبول عام 1845م، وقد ورث الزعامة على منطقة مكة عن عائلته، ولكن قاد الحسين ثورة ضد الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. هاجمت قواته غير النظامية طرق الاتصالات والإمداد العثمانية وحالت دون مشاركة آلاف من الجنود في القتال ضد قوات الحلفاء بقيادة الجنرال اللنبي.
وفي يونيو عام 1917 استولت القوات العربية على العقبة، وهو ميناء ذو أهمية استراتيجية على البحر الأحمر، واستمر النصر حيث شقوا طريقهم تدريجيا شمالا. وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء وانهيار الدولة العثمانية، مثل حسين في مؤتمر فرساي ابنه الثالث الأمير فيصل، وبحلول يوليو عام 1920 أجبر الفرنسيون فيصل على التخلي عن مملكته في سوريا، وغادر بعدها إثر الاحتلال الفرنسي. ولكن، أقامت بريطانيا منطقة نفوذ في العراق، ولتخفيف مقاومة الحكم البريطاني وبعد ثورة العشرين في العراق قررت بريطانيا في مارس عام 1921 ان يتوجوا فيصلا كملك للبلاد، وقد ظل جالسا على العرش حتى عام 1933.
اما في الحجاز وفي مارس عام 1924م نصب الشريف حسين بن علي نفسه خليفة للمسلمين وملكا على اقليم الحجاز، ولكن كان عليه قبل ذلك أن يُواجه الحرب مع عبد العزيز آل سعود. حيث شنت قواته هجوما على الطائف في سبتمبر من العام نفسه، ولم يكن الشريف حسين مستعدا لهذا.
وعندما نجحت قوات آل سعود في دخول مكة بعدها بشهور قليلة، تم اخراج الشريف حسين منها بعد أن تنازل عن العرش لنجله الأكبر علي، وتم نقله بمعرفة البريطانيين إلى قبرص حيث عاش هناك حتى عام 1930، ثم عاد ليعيش مع ابنه الملك عبد الله في شرق الأردن حيث توفي عام 1931.
وللشريف حسين بن علي 4 أبناء هم علي وعبدالله وفيصل وزيد، و خلف علي والده في عام 1924 كثاني ملوك الحجاز، لكنه تنازل في العام التالي لآل سعود، وأصبح عبد الله ملكا على شرق الأردن (الأردن فيما بعد)، وأصبح فيصل ملكا على العراق باسم فيصل الأول.