شاعر صعلوك، يمثل الصعلكة من وجهها السلبي الهدام.. اسمه ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى.
لا يتفق اللغويون على معنى هذا اللفظ «الشنفری» بفتح الشين وآخره ألف مقصورة، رغم أن أكثرهم فسره «بالعظیم الشفتين».
أما من كتبوا تراجم الشعراء، فقد كادوا يجمعون على أن الشنفرى لقب لهذا الشاعر، ومرده الى تفسیرین، أولهما يشير الى عظم شفته، وثانيهما الى حدة مزاجه.
وهو من أهل اليمن، أما صاحب (خزانة الأدب) فقد انتقد هذا الزعم ، وسلم بأن الشنفری، جاهلي، قحطاني من الأزد.
وبعد، فمن هو هذا الفتى الذي أبدع هذه الملحمة الشعرية، و متی وجد وأين عاش وكيف كانت أيام حياته ؟
ولم يكن اختلاف الرواة في نشأته بأقل منه في اسمه ولقبه.
إن سيرته غامضة وزمان ولادته مبهم، ومكان وجوده مضب، لا يتبين المرء فيه إلا بصيص من شعاع يضيء بما جاء إلينا عن شراح قصيدته. والمعنيين بشأنه من رواد الأدب والرواية.
و يقول بعضهم إنه نشأ في قومه الأزد، ثم أغاظوه فهجرهم.
وقال آخرون: إنه وهو الأسود كان مستعبدا لبني سلامان، فنشأ فيهم يطلب النجاة، حتى هرب وابتعد عنهم مضمراً لهم الشر، مقسما أن يقتل منهم مائة رجل ثأرا لكرامته ودفعاً لمذلة ساقوه إليها.
وقال غيرهم: لا بل ولد في بني سلامان، ونسج خيال المتلهين بالتاريخ، حول ذلك أسطورة مفادها أن الشنفرى أسر في بني سلامان.
وكانت القبيلة لا تحسبه إلا واحدة منها. وظل زمنا وهو لا يعلم أنه من غيرهم.
حتى قال يوما لابنة مولاه: «اغسلي رأسي يا أخية ! ».
فأنكرت أن يكون أخاها، وغاظها أن يدعوها بأخته، فلطمته.
فسأل الشنفرى عن سبب ذلك، فأخبر بالحقيقة. فأضمر الشر لهؤلاء القوم، وحلف أن يقتل منهم مائة رجل وتركهم.
من شعره:
ألا ليت شِعري والتلهف خلة و بما ضربت كفُ القناة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي ووالدها ظلت تفاخر دونها
أنا ابنُ خيار الحِجر بيتاً ومنصباً وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
لامية العرب – نشيد الصحراء
لشاعر الأزد الشَّنفرى
منشورات دار مكتبة الحياة