السيدة مريم والملك

كانت السيدة مريم في محرابها مستغرقة في العبادة، فلا يحق لرجل أي كان أن يدخل عليها في ذلك المكان المقدس، فجأة رأت أمامها إنساناً.

شعرت مریم بالذعر من هذا الرجل لقد دخل عليها في خلوتها فقالت أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا.. ولكن ذلك الانسان كشف هويته، قال لها انا ملك ارسلني الله لأبشرك بغلام.

لم تفرح مريم بل ارتاعت من هذه البشرى قالت : كيف ألد وأنا لم أتزوج بعد ولست بغياً !!

قال الملك : كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمر مقضيا.

وفيما كانت مريم تحدق في وجه ذلك الملك بهيئته الانسانية اختفى تماماً وعاد الصمت يهيمن على المكان.

أنا ودليلي في عالم المكاشفة نشهد ما يجري وكنت أبكي من أجل هذه الفتاة الطاهرة ترى ماذا ستقول لقومها غداً؟

ماذا ستقول لو رأوها حاملاً أتحمل امرأة بلا زواج؟! إلهي لا اعتراض على حكمك.

وكانت مريم المؤمنة في حالة تسليم كامل لإرادة الله.

من أجل هذا رحت ودليلي نتابع ما يجري.

رأينا ان الله سبحانه ستر على مريم، فلم يعلم أحد بحملها حتى ساعة المخاض.

انها تعيش في مدينة الناصرة وفي عزلة عن الناس. بيتها الذي اتخذته بسيط جداً وفي مكان قصي عن المدينة.

وخرجت الى البرية واضطرتها الام المخاض الى جذع نخلة يابس فجلست عنده وحيدة فلا قابلة تعينها ولا أم أو أخت تنجدها وتستمد منها الشجاعة والمقاومة، وراحت مريم تذرف الدموع وتمنت أنها لم تخلق ولم تر نور الحياة.

قالت : يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.

وولدت العذراء طفلاً بهي الوجه قال لها أماه لا تحزني وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عينا.. واذا ما سألك أحد فقولي له أني صائمة .. إني نذرت للرحمن صوماً .

وكانت المعجزة أن هزت مريم بوهن جذع النخلة فإذا نسغ الحياة يتدفق في الشجرة اليابسة وإذا هي تحمل رطبا شهيا راح يتساقط على مريم وتدفق نبع قريب منها وكانت مريم تشعر بالضعف بسبب الجوع والام الولادة فتناولت رطبات أكلتها على مهل وشربت ماءً وشعرت بالراحة، ان الله معها وهو وحده الذي يحميها من ألسن الناس.

وحملت طفلها وعادت المدينة، وراحت العيون تتطلع الى مريم بدهشة قالوا لها:

يا مريم ما هذا الذي معك؟! يا مريم ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغياً؟!!

ولم تجب مريم وأشارت الى الطفل. حدثت المعجزة عندما تكلم الطفل الرضيع وقال:

إني عبد الله واني رسوله اليكم وقد أتاني الحكمة وجعلني نبياً.. وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً.. وأوصاني أن أبرّ بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً.

منقول

Comments are closed.