الرغيف والعمر القصير

إذا انعدم الرغيف

دخل داود عليه السلام غارا. فوجد رجلاً ميتاً وعند راسه لوح مكتوب فيه:
أنا فلان بن فلان الملك عشت الف عام وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، وهزمت ألف جيش، ثم صار أمري إلى أن بعثت زنبيلاً من الدراهم في رغيف، فلم يوجد.
ثم بعثت زنبيلاً من الجواهر فلم يوجد. فدققت الجواهر واستفيتها فمتُ مكاني.
فمن أصبح وله رغيف، وهو يحسب أن على وجه الأرض أغنى منه أماته الله كإماتتي.
فالأموال لا تجدي إذا انعدم الرغيف.

العمر القصير و الشيب:

قال بعضهم: العمر قصير، والسفر بعيد، فاشتغل بصلاح أيّامك، وتزوّد لطول سفرك، وانتفع بما جمعت فقدّمه من ممرّك إلى مقرّك قبل أن تنزعج عنه فتحاسب به ويحضي به غيرك، فما أقلّ مكثك في دار الفناء، وأعظم مقامك في دار البقاء.

 

وقال بعضهم: الشيب رائد الموت، ونذير الفناء، ورسول المنيّة، وقاطع الاُمنيّة، وأوّل مراحل الآخرة، ومقدّمة الهرم، ورائد الانتقال، ونذير الآخرة، وواعظ فصيح، وهو للجاهل نذير، وللعاقل بشير، وهو سمت الوقار، وشعار الأخيار، ومركب الحمام، والشباب حلم المنام.

Comments are closed.