الخمر حرام والحجاج يعفي عن السكرانين

الخمر حرام والحجاج يعفي عن السكرانين

 المهدي العباسي سأل موسى بن جعفر (عليه السلام) عن الخمر، هل هي محرّمة في كتاب الله تعالى، فإنّ الناس إنّما يعرفون النهي عنها، ولا يعرفون التحريم؟

فقال (عليه السلام) له: (بل هي محرّمة في كتاب الله عزّ وجل)

قال المهدي: في أي موضع هي محرّمة؟

فقال ( عليه السلام ) :
قول الله عزّ وجل ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقّ ) فأمّا قوله ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) يعني الزنا المعلن ، ( وَمَا بَطَنَ ) يعني ما نكح الآباء في الجاهلية لأنّ الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ( صلّى الله عليه وآله ) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها ، تزوّجها ابنه الأكبر من بعده إذا لم تكن أمّه ، فحرّم الله عزّ وجل ذلك.

وأمّا (الإِثْمَ ) فإنّها الخمرة بعينها ، وقد قال الله تعالى في موضع آخر( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ) ، فأمّا الإثم في كتاب الله فهو الخمر والميسر ، فإثمهما كبير ، كما قال عزّ وجل.

***************

حكي أن الحجاج طاف ليلة فظفر برجلين سكرانين فقال من أنتما؟ فقال أحدهما.

أنــا ابـن الذي لا ينزل الدهر قدره
وإن نـــزلت يوما فســوف تـــعود
ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره
فـــمنهم قيــــام حولهـــــا وقـــعود

وسأل الآخر فقال.
أنا ابن من ذلت الرقاب له
ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالرغم وهي صاغرة
يأخذ من مالهـا ومن دمـها

فسأل الحجاج عن أبويهما فإذا أبو الأول بائع باجلا وهو نبات يؤكل مطبوخا والآخر حجام فقال الحجاج أطلقوهما لأدبهما لا لنسبهمـــا لئن أخطأ النسب فما أخطأ الأدب. الخمر حرام والحجاج يعفي عن السكرانين لأدبهما وليس لديه مانع ان يعفي عن الآخرين الذين يرتكبون الأثام والمعاصي إذا كان نسبهم أو أصلهم طيبة.

 

Comments are closed.