الحكمة الإلهية في تفاوت الناس في الأعمال والأرزاق

لقد فاضل الله تعالى بين الناس في توزيع الأرزاق، ورفع بعضهم فوق بعض درجات.
وميز بينهم في القدرات والذكاء، والمواهب والاستعدادات، والقوة والرزق، والعلم والعمل، والرياسة والحرية، والمال والولد.
وما هذا التفاوت إلا أثر علم الله وحكمته؟ ليستخدم بعضهم بعضا في أمور الحياة، ويتبادلوا الخدمات والمنافع، ويستشعروا التعاون والتكافل.
فالطبيب محتاج إلى المدرس في تعليم أبنائه، والمدرس محتاج إلى الطبيب في علاج أسرته.
وكلاهما محتاج إلى المهندس، والمهندس محتاج إلى صاحب العمل والعامل.
وهكذا جرت إرادة الله في حاجة الناس للناس، والتفاوت في توزيع الأرزاق؛ وذلك لتنتظم أمور البشر، ويدور دولاب الحياة.
ويحقق الإنسان الهدف من استخلاف الله له في الأرض بعمارتها، ويتعاون مع بني جنسه، لأنه مدنی بطبعه كما يقولون:

الناس للناس من بدو وحاضرةٍ بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ

وسيبقى التفاوت في كل شيء سنة ثابتة، وقانونا إلهية، يحكم الحياة والأحياء، إلى ما شاء الله، رب الحياة والأحياء.

هذا شأن الأرزاق والدرجات والتفاوت فيهما في الحياة الدنيا، والكل يعجز عن تدبيرهما وتوزيعهما، ومع ذلك ينال منهما البر والفاجر.
لكن رحمة ربك يا محمد، وفضله عليك بالنبوة، وما يتبعها من الهداية، وانتظام الحياة – بشرع الله – خير مما يجمعون من المال، وما يحرصون عليه من متاع الدنيا وزخرفها.

منقول

Comments are closed.