الجمال والحُسْن

الجمال والحُسْن

قيل: الحسنُ أمر مركب من أشياء: وضاءة، وصباحة، وحسنُ تشكيل، ودمويّة في البشرة.

وقيل: الحسن تناسب الخلقة، واعتدالها واستواؤها. ورب صورة متناسبة الخلقة، وليست في الحسن بذاك.

وقالوا في الجارية: جميلةٌ من بعيد مليحة من قريب. فالجميلة التي تأخذ جملة بصرك، فإذا دنت منك لم تكن كذلك. والمليحة التي كلما كررت بصرك فيها زادتك حسناً.

وقال بعضهم: الظرف في القدّ، والبراعة في الجِيد، والرقّة في الأطراف والخصر، والشأن كلّه في الكلام، وأحسن الحسن ما لم يُجلب بتزيين.

قال الشاعر:

إن المليحة من تُزين حَلْيَها لا من غدت بِحُلِيها تتزينُ

وقال بعض أهل اللغة:

العرب تقول: الحلاوة في العينين، والملاحة في الفم، والجمال في الأنف، والظرف في اللسان.

وقال الشاعر:

ثلاثة تجلو عن القلب الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن

وقال الشاعر:

نحن قوم تذيبنا الأعينُ النّجل على أننا نذيب الحديدا

وترانا لدي الكريهة أحراراً وفي السرّ للحسان عبيدا

وقيل لأعرابية: أتحسنين صفة النساء؟ قالت: نعم. قيل لها صفي لنا امرأة كاملة. فقالت:

إذا سحرت عيناها، وسهل خدها، ونهد ثديها ولطفت كفاها، وأفعم ساعداها، وعظم وركاها، والتفت فخذاها، وجدل ساقاها، فتلك هناء النفس ومناها.

ومما يُستحسن في المرأة:

طول أربعة وهن: أطرافها، وقامتها، وشعرها، وعنقها.

وقصر أربعة: يدها، ورجلها، ولسانها، وعينها. فلا تبذل ما في بيت زوجها، ولا تخرج من بيتها ولا تستطيل بلسانها، ولا تطمح بعينها.

وبياض أربعة: لونها، وفرقها، وثغرها، وبياض عينها.

وسواد أربعة: أهدابها، وحاجبها، وعينها وشعرها.

وحمرة أربعة: لسانها، وخدها، وشفتها مع لَعَس (سواد مستحسن في باطن الشفة)، وإشراب بياضها بحمرة.

ودقّة أربعة: أنفها، وبنانها، وخصرها، وحاجبها.

وغِلَظ أربعة: ساقها، ومعصمها، وعجيزتها وذاك منها.

وسَعَة أربعة: جبينها، ووجهها، وعينها وصدرها.

وضيق أربعة: فمها، ومنخرها، وخرق أذنها، وذاك منها.

أحلى ما قيل في الجمال
إعداد: غريد الشيخ
الناشر: دار الكتاب العربي

Comments are closed.